محبة الناس واحترامهم لك ليست بالأمر السهل، ولكن بالكلمة الطيبة تستطيع أن تكسب مودتهم، فالكلمة الطيبة تتقبلها القلوب قبل الآذان، وتؤثر فيهم ولك الأجر أيضا عند الله سبحانه وتعالى، فكم من كلمة طيبة جلبت السرور لقلب حزين مهموم، فبددت حزنه وأزاحت همه وشرحت صدره وفتحت له باب الأمل، وكم من كلمة طيبة ألّفت بين أناس متباعدين متباغضين، وكم من كلمة طيبة رفعت قدر صاحبها وجعلت له قدرا وقيمة ومنزلة بين الناس، فهنيئا لمن طاب لسانه وامتثل لقول المولى عز وجل (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا - الإسراء: 53).
وقد تزرع الكلمة الطيبة المحبة وتسل الضغائن من الصدور، لذلك كان من سبقنا يقول: «من لانت كلمته وجبت محبته، ومن وجبت محبته حسنت أحدوثته، ومن حسنت أحدوثته اشتاقت القلوب إلى لقائه، ومن اشتاقت القلوب إلى لقائه تنافست الناس على مودته»، ثم ان الكلمة الطيبة شعبة من شعب الإيمان وهي صدقة مثلما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم «والكلمة الطيبة صدقة» وبها تجتمع الكلمة وتتآلف القلوب، وتنتصر على الشيطان، والناس معادن وكل إناء بما فيه ينضح، وقد بين الله تعالى لنا فضل الكلمة الطيبة فقال أيضا (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون - إبراهيم: 24-25)،
أما الكلمة السيئة التي تضايق من يسمعها، فقد قال عزّ وجلّ فيها (ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار - إبراهيم: 26). وقد تهدي بكلمة طيبة رجلا مسرفا على نفسه إلى الحق فيتوب على يدك وتغنم أجرا عظيما. وختاما قيل في لهجتنا المحلية: «حل لسانك والناس كلها خلانك»، ودمتم سالمين.