يعد الخطاط حبيب الله صالح المعروف بـ«أستاذ الخط» في اوزبكستان من امهر الفنانين في الكتابة، حيث أتقن هذا الفن بأساليب خطية مختلفة مثل «النسخ» المستخدم في نسخ القرآن الكريم، و«التوقيع» المستخدم في كتابة الأوامر والمراسيم والمستندات الرسمية، و«الرقعة» المستخدم في كتابة الرسائل، بالإضافة إلى أساليب خطية أخرى.
تعلم صالح فن الخط على يد أستاذيه إسماعيل مخدوم وعبدالغفور رزاقوف البخاري، وكان جده دملا صالح كريموف من بين الخطاطين في إمارة بخارى، وهو خطاط مرموق نسخ القرآن الكريم بالرسم العثماني سبع مرات، ويعد شخصية بارزة في العالم الإسلامي وتشمل اعماله عدة مخطوطات قرآنية كتبها بنفسه، وزينت بعض صفحاتها بالذهب.
والخط في اللغة العربية يعني «فن الكتابة الجميلة»، ويطلق على نسخ النصوص والكتب، والكتابة الخاصة بالهياكل المعمارية والأعمال الفنية.
وشارك حبيب الله صالح في مسابقات دولية عديدة، ففي سنة 1996، كان ضمن العشرة الأوائل في مسابقة الخط الدولية في إسطنبول، كما حصل على المركز الثاني بالمهرجان الدولي الثاني لفن الخط في لاهور عام 1999 ونال جائزة «قلم بروين»، وفي عام 2002، منح اللقب الفخري «العامل المكرم في الثقافة لجمهورية أوزبكستان»، واصبح عضوا في الاتحاد الإبداعي للفنانين الأوزبك منذ 1998، كما اتصف بأنه «متعدد المواهب والمهارات».
وبين 2001 و2003، عمل في معهد كمال الدين بهزاد الوطني للفنون والتصميم كما شغل مناصب مختلفة كباحث مساعد، ومدرس، وخطاط في جامعة طشقند الإسلامية التابعة لمجلس وزراء أوزبكستان. وفي عام 2017، أقيم حفل الافتتاح والمعرض لأيام الثقافة الأوزبكية في مدينة الكويت، وشمل المعرض الحرف اليدوية والفنون التطبيقية، بما في ذلك الخط العربي، والحفر على الخشب، والرسوم المصغرة، والحفر، والتطريز، والقماش وحظي قسم الخط والفنون الشعبية باهتمام كبير من الحضور، وقام بكتابة الصفحة الأولى من المصحف العثماني المحافظ عليه في أوزبكستان، وهي «سورة الفاتحة»، بالخط العربي، وحضر الحدث الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وممثلو المجلس، وسفارة أوزبكستان بالكويت.
ويقول صالح: «إلى جانب المهارة العالية والمعرفة والخبرة، يجب أن يتصف الخطاط بالصبر فاليوم، ينجذب الشباب أكثر إلى العالم الافتراضي، ومع ذلك هناك من يسعى بنشاط ويثابر في تعلم فن الخط، رغم صعوبته».