في السنوات السابقة كانت الحكومة واضحة وضوح الشمس في انتقائيتها بتطبيق القانون، فقد كانت تستخدم القانون بصرامة ضد كل من يعارضها وتنسف كل مواد القانون تجاه كل من يقف بجانبها وهذا الأمر صعب نكرانه من قبل كل جمهور الأغلبية، حتى وإن لم يعلنوا ذلك فأنا على يقين من أنهم يقرون بانتقائية الحكومة ولو داخل أنفسهم.
هناك ثورة شعبية في سورية تختلف تماما عن باقي ثورات الربيع العربي فالنظام السوري تعامله الدموي واضح منذ اليوم الأول من الثورة أمام تخاذل كبير ورهيب من كل أنظمة العالم مما جعل الوضع في سورية في أخطر مراحله من خلال قصف منطقة الغوطة بالغاز السام مما نتج عنه مشهد لن تنساه الإنسانية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
والثورة في سورية خلقت لدينا بالكويت اصطفافا ذا رائحة كريهة فمن يؤيد النظام السوري لم يقف عند إعلانه عن تأييد هذا النظام الدموي فقط بل وصل الأمر إلى مستوى الإساءة لكل دول الخليج وأنظمتها بل تمادى البعض حتى تجرأ هؤلاء على تحذير هذه الأنظمة من مغبة وقوفها مع شعب أصبح أغلب نسائه ثكالى أو أمهات جرحى ومشردين ومعتقلين وأطفاله يعانون شتى صور اليتم والقهر والمعاناة، ولذلك يجب على الحكومة أن تعي خطورة المرحلة الحالية والسكوت عن أصوات أصبحت تؤثر على نسيجنا الاجتماعي والأخطر أنها تسيء إلى شعوب وأنظمة مهما اختلفنا معها إلا أنها الأقرب لنا بالدم ولنا معها مصير مشترك، وبالتالي أتمنى من الحكومة أن تستوعب خطورة المرحلة من خلال تطبيق القانون على حلفائها قبل معارضيها ووضع حد لكل متهور فسياسة الدولة الخارجية أهم وأولى مليون مرة من حليف يسيء للكويت لدى جيرانها.
نقطة أخيرة: الزميل صلاح الهاشم يقول: «سألت قياديا رفيع المستوى الآتي: لماذا أحيل مسلم البراك لجهاز أمن الدولة بخصوص ما قاله تجاه إحدى الدول العربية ولم تتم إحالة حليف حكومي أساء لدول الخليج؟ أجابني بكلمة واحدة: «تعليمات».
[email protected]