لا نستطيع أن ننكر أن أي تشكيل حكومي يجب أن تراعى فيه القبلية والمذهبية، فهكذا هي التركيبة الاجتماعية السياسية في الدول الخليجية حسب العرف والعادات والتقاليد والقرب النسبي للعوائل بسبب صغر التعداد السكاني والمساحة الجيوغرافية مقارنة بالدول الأخرى، فإن نظرنا إلى الكويت نجد أن هناك عمقا في الترابط الاجتماعي العائلي بشتى الأطياف، الشيعي متزوج من السني والحضري متزوج من البدوي حتى الأسرة الحاكمة أصبحت تتزوج من عامة الشعب بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، لذلك فإن التشكيل الوزاري يجب أن يراعي جميع الأطياف في المجتمع.
فلا أجد أي حرج من قيام رئيس الوزراء باختيار وتشكيل وزرائه من شتى الطوائف، فالمشكلة ليست بالتركيبة المذهبية القبلية بالوزارة، المشكلة الكبرى أن التشكيل الوزاري لم يكن دقيقا باختيار الشخصيات ذوي الخبرة، بعيدا كل البعد عن أسماء الأشخاص أو مذاهبهم، فهناك من البدو والحضر والشيعة والسنة أشخاص لديهم خبرة وعلم واختصاص لإنقاذ وانتشال الكويت من المشاكل التي تعانيها في الوقت الراهن بشتى قطاعات الدولة.
في رأيي المتواضع أن التشكيل الحكومي الأخير لن يدوم طويلا بسبب عدم انسجام الوزراء بعضهم مع بعض، والتفاوت في الخبرات في التشكيل الوزاري يجعل التعاون شبه معدوم داخل وزارات الدولة ولن يتم تقبله من قبل أعضاء مجلس الأمة.
[email protected]