نعم انه وطن الأغنياء يزداد فيه الغني غنى والفقير فقرا. يسيطر التجار على جميع الأنشطة التجارية التي تتمتع بالربح المؤكد فلا يوجد مجال لأي شخص أن يدخل بين هؤلاء العمالقة فالأسماء معروفه منذ عشرات السنوات لم تتغير كثيرا؟ فان نظرنا إلى العقار، على سبيل المثال، فنجد الأراضي قد وصلت الى حد لا يمكن لأي شخص أن يشتري له قطعة أرض صغيرة إن كانت بأقصى شمال الكويت أو أقصى الجنوب فالأغنياء هم من يملكون تلك الأراضي وقد استحوذ أو (حصل) بعضهم على تلك الأراضي برخص التراب إن لم تكن مجانا؟ أما إيجارات الشقق أو المنازل، فهي بازدياد جنوني مستمر، ومن يمتلكها هم المتنفذون الأغنياء ومن يستأجرها هم ذوو الدخل المحدود البسطاء والحكومة تتفرج كأنها تقول للأغنياء والتجار المتنفذين «نحن معكم قلبا وقالبا» وتقول للبسطاء «أعانكم الله على ما ابتليتم به»؟
البسطاء من الشعب لن يطولوا أبدا أيا من المراكز القيادية أو المناقصات الحكومية أو الأراضي الزراعية أو الأراضي الصناعية أو أي دعم حكومي.
الدعم كل الدعم هو للتجار لتزداد ثروتهم ثروة ونفوذهم نفوذا وسلطتهم سلطة؟ المواطن البسيط يسمع عن المليارات التي تذهب الى التجار ذوي النفوذ دون وجه حق، وتتناثر أموال احتياطي الأجيال يمينا ويسارا وتقف عند البسطاء لتنهش الحكومة أموالهم بغلاء أسعار الإيجارات والمواد الغذائية ولا يجدون سبيلا سوى الاقتراض ليعيشوا ويتعايشوا مغصوبين على تلك الحياة المكلفة فيصابون بالإحباط وخيبة أمل في وطن الخير والعز.
انه وطن التجار الأغنياء هم من يعيشون ويمرحون في هذا الوطن والبسطاء من يدفع ثمن التركيبة السكانية الحكومة التي وزعت الأدوار واختارت من سيكون تاجرا وصنعت منهم الأغنياء وباقي الشعب أصبح من البسطاء ذوي الدخل المحدود يدفع ثمن ولائه وحبه لهذا الوطن فيعيش على راتبه الشهري الذي يكفي بالكاد قوت يومه بينما الآخرون يعيشون عيشه الملوك وثروتهم تزاد يوم تلوى الآخر.