أمير الإنسانية، أمير الحب والعطاء والمشاعر والتواضع والتضحية، أمير كرّس حياته كلها لهذا الوطن بإخلاص ووفاء، هو الأب وولي الأمر، عرفناه منذ صغرنا بحكمته وشجاعته ودرايته، محب لهذا الوطن حبا فاق الحدود، يشاركنا في أفراحنا وأحزاننا، وها هو اليوم يخاطر بحياته ليذهب الى موقع الحادث الأثيم فور وقوعه ولم يبال بالمخاطر التي قد تحدث في موقع الاعتداء، بل كان همه الأول وطنه وأبناءه.
مشى بين الناس والضحايا كأب للجميع وليس كأمير وحاكم ولم يتمالك نفسه وبكل عفوية لا إرادية أجهش بالبكاء وهو يردد، أهلي وربعي، أهلي وربعي.
نعم الأب الوالد ونعم ولي الأمر ونعم الشيخ ونعم الحاكم ونعم الأمير انت تاج فوق رؤوسنا جميعا يا أبونا يا صباح.
يقول الحق سبحانه: (وإذا قيل لهم لا تفسدوا بالأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) صدق الله العظيم.
إن كانت رسالة المجرمين من تفجيرهم للمساجد ووقوع ضحايا (شهداء بإذن الله) هي التخويف والترهيب وزعزعة صفوف أهل هذا الوطن فنقول لهم خاب رجاؤكم وجهنم مصيركم بإذن الله، فجميعنا أميرا وولي عهد وحكومة.. رجالا ونساء وأطفالا نقف يدا واحدة وبنبض قلب واحد نردد «وطني الكويت»، أما أشباه رجالكم أصحاب المخدرات والسوابق نقف على رؤوسهم ومن يمينهم وشمالهم وخلفهم وأمامهم فارشين أجسادنا وأرواحنا دروعا أمام أحزمتكم الجبانة لنحمي ونفدي بها الكويت، لا نهاب الموت ولا نعرف الخوف كما أنتم تهابونه بتخفيكم وتنكركم بلباس النساء وشاكلته.
سترون من هم الكويتيون، فكلما اشتدت الأزمات زادتنا قوة وإيمانا وقربا ومحبة واتحادا.
رحمة الله على المفقودين الأبطال وهنيئا لهم ماتوا واستشهدوا بإذن الله بأفضل الشهور المباركة، فهو الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن، وهو شهر التوبة والمغفرة، وتكفير الذنوب والسيئات، وهو شهر العتق من النار، وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران، وتصفد الشياطين.