تكاد أن تختفي المواضيع الثقافية، التعلمية، الأدبية، الاقتصادية، التجارية، الدينية، فقد غزت المواضيع التافهة غير الهادفة عالم التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية التي أصبحت بين ايدي جميع فئات الأعمار.
الأشخاص الذين يستحقون الفخر والاعتزاز، الأشخاص الذين تنجز بعلمها وثقافتها لا نجد لهم وجودا فهم محجمون مظلومون منسيون بسبب ما يسمى بغزو الفاشينيستا على كل وسائل البرامج التكنولوجية كالانستغرام والتوتير والسناب شات.. الخ.
فقد خلقوا هؤلاء الشخصيات عن طريق عرض حياتهم الخاصة بجميع تفاصيلها دون حدود وقاموا بتصوير أتفه الأمور حتى أصبحوا من أهم الشخصيات المؤثرة في المجتمع ودخلوا أغلب البيوت بل وأصبحوا جزءا من روتين حياة أفراد الأسرة لينقلون بعض الأطباع الدخيلة على مجتمعنا ويجعلون المراهقين يتطبعون بطباعهم.
فتجد الفاشينيستا أينما ذهبوا يلاقون الترحيب والتصفيق والإعجاب من الجمهور فيتجمهر الناس على هذه الشخصيات لكي يلتقطوا الصور التذكارية معهم (السلفي) أو الحصول على توقيع او مصافحتهم.
فمن صنع لهؤلاء الأشخاص الوهميين المهرجين الساخرين تلك القوة الاجتماعية والسياسية؟ شخصيات لا يوجد لديهم أي هدف في حياتهم!
بكل أسف وحسرة نحن من صنعهم وجعل منهم قوة ووجودا وشهرة، نحن من نشجعهم ونتابعهم ونلاحقهم أينما ذهبوا، نحن من جعلنا أبناءنا يتطبعون بطباعهم ويلبسون ما يلبسون ويأكلون ما يأكلون.
بل نحن من نردد وننشر ما يقولون في سبيل الترفيه أو السخرية فأصبحوا اليوم من أهم الشخصيات ليس فقط بالكويت بل على نطاق الوطن العربي.
أين نحن من ريم محمد الخالد سفيرة الكويت لدى جمهورية تشيلي (أميركا الجنوبية) التي حصلت على وسام استحقاق من الدرجة الأولى للأعمال الجليلة من جمهورية تشيلي؟ قليلون جدا من هم على علم بهذا الإنجاز لهذه المرأة الفاضلة التي تستحق وبكل فخر وجدارة أن تتناقل جميع الوسائل التكنولوجية الاجتماعية هذا الخبر، أليس بالأجدر أن تسلط الأضواء على مثل هذه المرأة الجليلة التي قدمت شيئا جليلا لوطننا الحبيب؟ أليس من الأجدر ان تتناقل الوسائل الاجتماعية خبر ابتكار د.إبراهيم الرشدان العالمي الذي قام بابتكار علاج لشرايين القلب الشريان التاجي والذي تم تسجيله بأكبر المجلات العلمية في العالم باسم الكويت؟ وهناك مئات من الأشخاص المبتكرين المنجزين الذين قدموا شيئا يرفع اسم الكويت انهضمت حقوقهم وضاعت وسط التفاهات في السوشيال ميديا التي أبرزت شخصيات وهمية ليس لها هدف ولا حياة سوى تصوير ملابس وأكل وكلام غير هادف وفجأة أصبحوا شخصيات مؤثرين وذوي نفوذ والأشخاص الذين يستحقون التقدير والامتنان مثل الأدباء والمهندسين والأطباء الذين يبتكرون علاجات تنقذ حياتنا بعد الله سبحانه وتعالى وتثقفنا بكتاباتهم، مع الأسف ضاعوا وسط تلك التفاهات ونحن السبب.
[email protected]