نحن الضحية، حين يقف مرشح ولديه فن الخطابة ويتلاعب ويدغدغ مشاعرنا ويلامس كلامه قلوبنا ونصدق هتافاته الوطنية ليصل الي المجلس ويحتل الكرسي الأخضر ويتحول من إنسان وطني إلى عدو همه الأول هو مصالحه الشخصية فنكون نحن الضحية.
نحن الضحية حين نختار شخصا قام بشراء أصوات وذمم ناس، وباع ضميره ليصل الى قبة البرلمان ونحن على علم بذلك فسنكون ضحية إنسان لا شرف له ولا ضمير ولا أمانة من اليوم الأول.
فكيف سيصون هذا الشخص القسم الدستوري ان كان محتالا ونصابا بأول مشوار بحياته البرلمانية، فقد دخل بمنافسة غير شريفة وباع دينه ودنياه واشترى أصوات أشخاص خانوا الوطن والوطنية بأبخس الأسعار.
فطبيعي أن يكون طبع وتصرفات هذا المرشح الذي نحن من صنعناه بأيدينا الخيانة والتخاذل والتآمر ضد هذا الوطن.
نحن من نصنع الوطن فالشعب مصدر السلطات وأي مخرجات برلمانية تصل او وصلت الي المجلس وقامت او تقوم بتشريع اي قانون كان تحت قبة عبدالله السالم ستكون تلك القوانين مصدرها الأمة وليس النواب.
انا وانت كلنا مسؤولون عن تلك التشريعات او التسيب بعدم المراقبة والرقابة وعدم محاسبة الحرامي في هذا الوطن.
حين يصل رجال ونساء يدافعون ويجاهدون بمحاربة الفساد ويشرعون قوانين لمصلحة الشعب والأجيال، وحين نجد رجالا او نساء يقدمون أرواحهم لأجل هذا الوطن تحت قبه البرلمان بعيدا عن التكسبات السياسية والمصالح الشخصية حينها فقط نعرف ان الشعب جاد في محاربة الفساد والمفسدين وجاد في التطوير والتعمير وجاد في النهضة الاقتصادية والاجتماعية والتجارية والتعليمية والطبية، اما اختيار نائب مجلس الأمة لوعوده بإتمام المعاملات فهذي هي الخيانة بعينها.
لن احزن ان وجدت نفس الوجوه بالمجلس القادم ولن أحزن اذا تبعثرت الأموال وضاعت الثروات، وتدنت الخدمات وتفشى الخراب والرشاوى في الهيئات والمؤسسات الحكومية، لن أبالي اذا ضاع الشباب وتسكعوا بالشوارع وزادت البطالة وانهار الاقتصاد، لن أبالي اذا علت الأصوات وسمعنا الشتائم بالبرلمان وتشابكوا بالأيادي وكل نائب يتهم الآخر بالفساد، كل هؤلاء الأشخاص البرلمانيين هم من اختيار الشعب فما بني على باطل فهو باطل.
نحن كلنا نواب بمجلس الأمة أصواتنا تجمعت وأعطيت لشخص يمثلنا بمجلس الأمة.
بمجرد وصول هذا الشخص كل فعل يمارسه هذا النائب تحت قبة البرلمان نحن شركاء معه ان كان بالخير او بالشر لأن أصواتنا هي من أوصلت هذا الشخص الي بيت الشعب مصدر التشريعات والرقابة التي كفلها لنا الدستور.
[email protected]