@Mefrehs
عندما أتحدث عن الفنانة القديرة سعاد عبدالله فأنا أتحدث عن قامة فنية وثقافية في الوسط الفني، قامة تبهرك بأدائها وتذهلك بتجسيدها لأدوار تجسد نوعية من الأشخاص يعيشون بيننا ولكن دون تجريح لإيصال رسالة للمتلقي عن كيفية التعامل معهم.
«أم طلال» - مع حفظ الألقاب - في عملها المعروض حاليا «كان في كل زمان» المتعدد الحلقات، تبذل جهدا مضاعفا عن أي ممثلة أخرى نراها حاليا في الأعمال المعروضة لأنها تعيد لنا تجربة كانت موجودة في السبعينيات والثمانينيات في عالم الدراما الكويتية واختفت مع انتشار الفضائيات.
«أم طلال» في هذا العمل تجسد العديد من الشخصيات المختلفة الأرواح والمشاعر مع أربعة مخرجين كل منهم له لونه ورؤيته، وهذا الأمر من الصعب أن تفعله ممثلة في عمل واحد ولكن «أم طلال» فعلت ذلك لأنها من الفنانات القلائل اللواتي يعشقن التحدي مع أنفسهن، فهي تعرف ما تريد أن تقدمه للمشاهد حتى ولو كان ذلك على حساب صحتها وذلك لإيمانها بأن الفن رسالة سامية تستطيع من خلاله تغيير فكر أو ذوق المتلقي.
مهما كانت الآراء حول عمل «كان في كل زمان»، فهي في ناحية وأداء الفنانة القديرة سعاد عبدالله في ناحية أخرى، لأن ما تقدمه من خلال شخصيات المسلسل حتى الآن يدل على أنها فنانة من نوع آخر تبحث عن التميز والإبداع، حتى وان كانت تجربة صعبة بالنسبة لها في هذا العمر.
أثبتت الفنانة القديرة سعاد عبدالله في تجربتها الصعبة أنها تستطيع أن تلامس قضايانا الجدلية من خلال المواضيع التي تطرحها في عملها الجديد سواء كانت اجتماعية أو تراثية أو حتى سياسية مغلفة تابعها الكثير، لتنجح مجدداً في تغيير مفهوم الـ 30 حلقة المتعارف عليه عند المشاهدين، وهذا الأمر سيفتح الباب لمنافسيها في الساحة الفنية المحلية لأن يقدموا في الأعوام المقبلة نفس فكرتها ويجددوا «جلدهم»!
ما تقدمه «أم طلال» حاليا من خلال حلقات «كان في كل زمان» يحترم ذائقة جمهورها الخليجي والعربي وتستحق عليه الشكر والثناء والشكر موصول لفريق عملها الفني الذين أوصلوا لنا مشاعر «أم طلال» سواء كانت كوميدية أو تراجيدية من خلال حلقات المسلسل وبانتظار المزيد.. شكرا أم طلال.