بقلم: الشيخ فيصل الحمود
لا تملك في لحظات انتظار سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح غير مشاركة المحيطين بك تقليب ما تيسر من صفحات عطاياه وسجاياه العصية على الجمع والتبويب في ذاكرة أو كتاب.
في مثل هذه اللحظات تكتفي برؤوس الأقلام ولا تستفيض، تنتقل كالطائر من غصن يانع رواه سموه إلى شجرة زرعتها يداه، مغالبا الشوق لطلته على محبيه بعد غياب.
صفحة تحكي عن عاشق للكويت وأهلها، سماءها وأرضها، برها وبحرها، صيفها وشتاءها، شمسها ونجومها، يحرص على أن يكون موجودا في كل تفاصيلها، ويعد اللحظات للعودة إليها خلال أسفار قليلة وقصيرة تقتضيها الحاجة بين حين وآخر.
تشدك قبل الانتقال لأخرى العين الساهرة على أمن الكويت والكويتيين في زمن فوضى التطرف والإرهاب لتجد نفسك أمام فارس يجوب الفيافي لمنازلة خطر لمحه بحدسه وحسه الأمني.
يستدعي اهتمامك خلال المرور بين صفحتي افق سموه المهتم بدعم المجتمع من خلال توفير كل ما يلزم الأسرة والفرد على مواجهة متطلبات الحياة الكريمة، قد يفوتك في رحلة التنقل بين محطات نواف الأحمد وقفة عند ما يحتل العمل الخيري سلم أولوياته ليذكرك به الذين حولك وتنتهي إلى لوم الذاكرة التي لم تلتقط هذا الشاهد من شواهد لا تعد ولا تحصى على تقرب سموه من الباري عز وجل.
في عودة تلقائية إلى أولى الصفحات نقطة ضوء، تتوقف أمامها لتستقي الدروس، لأنك في حضرة ثقة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، بولي عهده رجل الدولة العامل بصمت من اجل رفعة البلاد ورفاه أهلها، وأمام هذه الثقة يجدر بك أن تنهل المزيد من الحكمة واتساع النظر.
يمر بك الحديث الذي لا يكتمل بالدور المشهود لسمو ولي العهد في تأمين سلامة القيادة الشرعية وتحرير البلاد حين تعرضت للغزو الغاشم الذي مرت ذكراه الأليمة قبل ايام.
سفر طويل من المواقف والخصال تناثرت مثل حبات اللؤلؤ على شاطئ أدمن عودة النواخذة والبحارة من أسفارهم وانتظار الأهل لأحبتهم بعد غياب وكأننا لحظة انتظار سموه نستعيد فرحا معتقا في نفوس أهل الكويت الطيبة.
كان أصيلا وصادقا فرح اللقاء بسموه وهو يحط على ارض الوطن بخطوات واعدة بالخير والمحبة، في ظل ربان السفينة وحكيم العرب، الذي لم تغادر عيناه بر الأمان، وفي هذا المقام لا يسعنا إلا أن نهنئ أنفسنا بالعودة الميمونة راجين لسموه دوام الصحة والعافية.