قال الباري- عز وجل- في كتابه العزيز: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا) صدق الله العظيم، والصلاة والسلام على رسوله قدوتنا إلى يوم الدين.
كان شهيدا الكويت والعمل الدعوي الخيري إمام المسجد الكبير د.وليد العلي والداعية فهد الحسيني يبشران بالقرآن وهديه بالحكمة والموعظة الحسنة، يجادلان بالتي هي أحسن، ويتخذان من قول الحق دليلا.
استطاعا بما وهبه لهما القدير من علم ومعرفة وسعة صدر وقدرة الجدال والنفاذ إلى القلوب القاسية فتح طرق إلى نور خالق العباد وهاديهم ومخرج الذين آمنوا من الظلمات.
صارا قبلة لكل باحث عن الاستزادة من علمهما الوفير، تلتف حولهما الحلقات، ويصغي لهما مؤمنون من مشارق الأرض ومغاربها، تخفق لحديثهما القلوب، ويقتفي خطاهما الدعاة.
قصرت أمام إصرارهما على إعلاء كلمته تعالى واقتدائهما بسيد الخلق المسافات الطويلة وانفتحت الأبواب المغلقة ليجوبا البلاد ويلتقيا عبادا من مختلف المشارب والعقائد والملل.
هان عليهما فراق الأهل والوطن والأمن والأمان من أجل نشر القيم السمحة ومفاهيم الاعتدال التي آمنا بها وما ارتضيا للخلق أقل من الاهتداء بنورها والسير على طريق الفلاح.
ارتقى الشيخان شهيدين في ذروة الاشتباك بين النور والظلام، الهدى والضلال، إعمار الأرض وخرابها، التطرف والاعتدال، ولم تشفع لهما تقواهما، وحفظ كتاب الله في قلبيهما الطاهرين، وسعيهما لإعلاء كلمة الحق حين انهال عليهما رصاص قتلة مجرمين انحرفوا عن جادة الصواب واستهانوا بأرواح البشر.
نجمان قدمتهما الكويت وأهلها في فضاء الدعوة، ذكرهما باقٍ في القلوب العامرة، ومواجهة ظلام العقول، رغما عن أنف الشهية المفتوحة على التوحش، وقتل الأبرياء، وترويع الآمنين.
جاء في كتابه عز وجل: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) نسلم بقضاء الله وقدره، ولنا في قوله تعالى خير العزاء بالشهيدين، يودعاننا إلى دار الحق، وندعو لهما أن يكون مثواهما الجنة مع الأنبياء والصديقين، وللأسرة الكويتية الصبر والسلوان على مصابها الأليم بفقدان ابنيها الصالحين.