لقد أمرنا الله -تبارك وتعالى- بحسن اختيار الزوجة، وبناه على الدين والجمال والأخلاق والقيم ومن أسرة طيبة مستقيمة، وأن نحسن الاختيار للبنات ومن نعول، وأمرنا ببذل الجهد بالدعاء لله - تبارك وتعالى -، ليصلح أحوالهم ويوفقهم ويسددهم، وربط قلوبهم على الصلاة في المساجد وملازمة الذكر والعناية بالأوراد وحسن الظن بالله - تبارك وتعالى.
ومما يؤلم أن نرى بعض الناس قد انتكست فطرتهم، وتغيرت اهتماماتهم وأولوياتهم وحتى غاياتهم وموازينهم، فلا فرق بينهم وبين العوام وغير المسلمين، فلذلك كثرت المشكلات وزادت، أغلبها أسباب لا ترقى إلى مستوى الوقوف عندها أو جعلها سببا ينهي الحياة الزوجية، وما أحوجنا اليوم إلى زيادة برامج التوعية والوعظ والإرشاد! وإرجاعهم إلى بوتقة الاستقامة حتى نرفع مستواهم الديني.
فالعلاقات الأسرية قائمة على روابط وميثاق غليظ، ولا يستقيم الحال إلا بالعودة للإيمان الراسخ والعمل الصالح والتعامل الكريم، والتنازل والتغافل وحسن الخطاب، والرقي في لغة الحوار، والتعاون على البر والتقوى وترك مجال للإصلاح وخطواته.
والتركيز على مفهوم (إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك)، ومفهوم أن (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)، ومفهوم (عامل الناس كما تحب أن يعاملوك)، ومفهوم (ان الحياة حقوق وواجبات)، ومفهوم أن تحسن العلاقة مع الله -عز وجل- يصلح علاقتك مع الناس، ومفهوم (الظلم ظلمات يوم القيامة)، ومفهوم (ان الحياة في سعادة وحسن وفرح وترح)، فالمسؤولية تتطلب البذل والعطاء والتعاون وليس الأنانية وإلقاء كل الأخطاء على الأطراف الأخرى، ومعادن الرجال تظهر في المحن والشدائد والعفو وكظم الغيظ.
وأيضا من يتدخل للإصلاح يكون بالعدل والإحسان وعدم الميل لطرف على حساب آخر، ولا تكون هناك دعوة للإفساد أو إنهاء الحياة الزوجية وعدم شحن القلوب بالغل والكراهية والانتقام، وما أجمل أن نشترك جميعا في حل المشكلات وفق الكتاب والسنة! والتعلم من سيرة السلف الصالح، فكانوا نعم القدوة والأسرة.
نسأل الله أن يصلح ذات البين.