على مدى 11 يوما استضافت الكويت ممثلة بالهيئة العامة للشباب، مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي الذي أقيم من الفترة 15 إلى 26 الجاري وشاركت فيه كل من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ودولة قطر وسلطنة عمان وجمهورية العراق وجمهورية مصر العربية وجمهورية السودان والمملكة المغربية والمملكة الأردنية الهاشمية ودولة فلسطين، بالإضافة الى الكويت البلد المستضيف بمناسبة اختيارها عاصمة الشباب العربي لعام 2017.
شاركت تلك الدول بالمسابقة الرسمية لهذا المهرجان وقدمت عروضها المسرحية على خشبتي مسرح كيفان ومسرح الدسمة لعل وعسى ان تفوز بإحدى جوائز المهرجان وعددها 13 جائزة تمنحها لجنة التحكيم التي تصدى لرئاستها الفنان القدير محمد المنصور وذلك وفق معايير وضعتها تلك اللجنة حتى يكون لدينا جيل من الشباب يفهم المسرح ومتطلباته.
كانت العروض المسرحية التي عرضت في المهرجان من اختيار الدول المشاركة ولم ترفض اللجنة الفنية المكلفة من الجهة المنظمة أيا منها احتراما لرغبة هذه الدول بأن تلك العروض هي التي تمثلها، وخصوصا أنها تتماشى مع اللائحة التي وضعتها الجهة المنظمة لاختيار العروض.
وهناك دول حرصت على ان تكون مشاركتها مميزة ومشرفة للحركة المسرحية الشبابية الموجودة في بلدانهم، وهناك دول شاركت فقط من اجل المشاركة لاكتساب شبابها الخبرة المسرحية للتعرف على تجارب الدول الأخرى في هذا المحفل العربي.
وفي كلتا الحالتين استفدنا نحن في الكويت من تجارب تلك الدول، وخصوصا شبابنا العاشق للمسرح، لنتعرف على اخطائنا ونصححها، وهذا هو هدف المهرجان بأن يخلق شبابا واعيا للمسرح ويعرف أين يضع أقدامه!
ولكن ما شاهدناه بعد توزيع الجوائز للفرق الفائزة في المهرجان أمر غريب وعجيب من بعض المشاركين لاعتقادهم ان عروضهم قوية وتستحق الجوائز وان لجنة التحكيم «خذلتهم» بعدم منحهم أي جائزة من جوائز المهرجان، خصوصا انهم يعتقدون انهم هم الأفضل رغم الهنات الكثيرة التي صاحبت عروضهم المسرحية!
يا شباب.. المشاركة في المهرجانات المسرحية تنمي مواهبكم وتفتح الآفاق لكم لتكون عروضكم المسرحية أكثر تميزا في جميع عناصر العرض المسرحي و«مو شرط تفوزون» في أي مهرجان حتى يقال عنكم مميزون، لأن من يعمل في المسرح دائما يتعلم من الآخرين حتى يصحح أخطاءه ويبتعد عن «الغرور» و«التكبر» لانهما مقبرة لأي مسرحي سواء كان شابا أو كبيرا!
نتائج مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي فرصة جميلة لجميع الشباب العربي بأن يتعلموا المسرح على أصوله، فالنسخ واللصق لا يفيد الحركة المسرحية الشبابية العربية لأن المسرح ابتكار جميل لتسليط الضوء على بعض قضايانا العربية بأسلوب مبتكر بعيدا عن تقليد الآخرين..!