حمد التركيت
في المنتدى الثاني عشر للاتحاد الخليجي لمنتجي الكيماويات والبتروكيماويات والذي عقد بحضور تجاوز الألفي مشارك من أكثر من 52 دولة، تطرق فيه المتحدثون إلى التحديات التي تواجه صناعة الكيماويات والبتروكيماويات في العالم والدور الذي يمكن أن يقوم به منتجو الخليج العربي مستقبلا، وبالرغم من ذلك فإن التفاؤل لنمو هذه الصناعة مازال قائما ومشجعا خصوصا في ظل ظروف هبوط أسعار النفط وبروز بدائل متعددة للطاقة تقلل من الطلب في السوق العالمية مستقبلا.
ومن أبرز ما تطرق إليه في المؤتمر الحقائق التالية:
٭ التوجه في الصناعة مستقبلا نحو التحول من الصناعة التقليدية للسلع الاستهلاكية إلى صناعة المنتجات الخصوصية ذات القيمة العالية والتي تدخل في الصناعات المتطورة مثل صناعة السيارات والأدوية وتقنية الاتصالات وغيرها.
٭ إن مساهمة منتجي دول الخليج من تلك الصناعة لا يتعدى 1% من السوق العالمي الذي تسيطر عليه أوروبا والولايات المتحدة وإيرادات تلك الصناعة لدول الخليج محدودة بنسبة 2% فقط من سوق تبلغ إيراداتها 4 تريليونات دولار خصوصا في المواد الكيماوية.
٭ الاهتمام بالبحوث والتطوير التي هي مصدر ومنطلق الإبداع الصناعي في التنويع بالمنتجات الكيماوية والبتروكيماوية هو الأساس الذي تعتمد عليه دول العالم المتقدمة والذي مازالت تحتفظ به كأساس لاستمرارها في هذه الصناعة.
٭ استهلاك دول الخليج من البتروكيماويات لا يتعدى 18% من إجمالي إنتاجها وهذا مؤشر خطير يملي على المشرِّعين ضرورة تطوير الصناعات التحويلية اللاحقة على تلك المنتجات بهدف توطين هذه الصناعات والاستفادة من إنتاج دول الخليج محليا.
٭ إن معدل نسبة العمالة الأجنبية في شركات الصناعات البتروكيماوية تبلغ 50% ولا بد أن نقوم بتطبيق سياسات التدريب والإحلال للعنصر الوطني تفاديا للاعتماد على عمالة خارجية بنسبة عالية.
٭ ما زالت دول الخليج بحاجة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية للمشاركة في صناعة الكيماويات والبتروكيماويات على حد سواء لضرورة الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة في هذا المجال وتوطينها في الخليج.
ولقد تم خلال المؤتمر تكريم رواد الصناعة في الخليج، وكان المرحوم عبدالباقي النوري الذي خدم طوال حياته صناعة البتروكيماويات وسعى إلى تطويرها، وهذا التكريم يعكس زيادة وطننا الحبيب الكويت في هذا المجال والذي يعدّ مفخرة لنا جميعا.
ولقد تناول المشاركون العديد من القضايا المهمة المتعلقة بالصناعة والتنويه إلى ضرورة تطوير هذه الصناعة ومراكز الأبحاث والاهتمام بالعناصر الوطنية الشابة، حيث تم عقد محاضرات خاصة «للقياديين الشباب من دول الخليج» شملت زيارة لمراكز البحوث التابعة لشركة بروج مما أضفى اهتماما لائقا بالأجيال الشابة في هذه الصناعة.
نتمنى أن تؤخذ تلك التوجهات والرؤى طريقها لتكون من ضمن رؤية المؤسسة وشركاتها التابعة عند التخطيط لإستراتيجية المشاريع المستقبلية.