اشتهر اليهود بصفات ذميمة، ذكرها الله في كتابه عنهم، وهذه الصفات متأصلة في اليهود جميعهم إلى يوم القيامة، وعلى المسلم أن يكون على حذر منها، فمنها: الغدر والخيانة، ونقض العهود والمواثيق، قال- تعالى-: (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه) (المائدة: 13)، والتاريخ يشهد بنقضهم العهود والمواثيق، فقد نقضوا العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاولوا قتله أكثر من مرة، وفي آخرها وضعوا له السم في الشاة، وقدموها هدية، فمضغ منها مضغة، ثم مكث يعاني سنوات عديدة من هذا السم.
وما يحصل لإخواننا في فلسطين أكبر شاهد على نقض العهود، واليهود لا تنفع معهم العهود والمواثيق والاتفاقيات، وإنما يعرفون لغة الشدة والقوة، ولذلك لما نقضوا العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حاصرهم صلى الله عليه وسلم ونزلوا على حكم سعد، فأمر أن تقتل المقاتلة، وأن تسبى النساء والذرية، وأن تقسم الأموال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لقد حكمت فيهم بحكم الملك».
وهم قتلة الأنبياء - عليهم السلام - فقد قتلوا يحيى وزكريا وغيرهما من الأنبياء والمرسلين، قال تعالى: (ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباؤوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) (آل عمران: 112)، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتله نبي أو قتل نبيا». ومن صفاتهم عصيانهم لله، واعتداؤهم على الخلق، وأنهم لا يتناهون عن المنكرات فيما بينهم، قال تعالى: (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون) (المائدة: 78- 79).
ومنها: أكل أموال الناس بالباطل، قال تعالى: (وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون * لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون) (المائدة: 62، 63)، ولذلك يحرص اليهود على السيطرة على البنوك والاقتصاد العالمي، ليتحكموا في مصير الأمم والشعوب.
ومنها: كتمان العلم الذي أمرهم الله بتبليغه، قال تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون) (آل عمران: 187)، فأخبر- جل وعلا- أنهم يكتمون العلم اغتياظا من إظهاره بعرض الدنيا الزائل.
ومنها: الحسد، قال تعالى: (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير) (البقرة: 109). ومنها: الجبن الشديد من مقاتلة المسلمين في ساحات المعارك، قال تعالى: (لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) (الحشر: 14)، وقال تعالى: (لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون) (آل عمران: 111)، قال ابن كثير: «وهكذا وقع، فإنهم يوم خيبر أذلهم الله وأرغم آنافهم، وكذلك من قبلهم من يهود المدينة: بني قينقاع، وبني النضير، وبني قريظة، كلهم أذلهم الله»، اه. وأكبر شاهد على ذلك من الواقع أنك تشاهد الطفل الفلسطيني ومعه الحجر، يقابل الجندي اليهودي المدجج بالسلاح، وهو يفر هاربا منه خوفا على حياته.
نشر الفساد في الأرض، ينشرون المخدرات والمسكرات، ويشيعون الفواحش والرذائل في أوساط الشعوب، فهم تجار الرذيلة، وسماسرة البغاء، ويسيطرون على الإعلام بقنواته الفضائية المتعددة، التي تنشر الأفلام الإباحية الخليعة، وتنشر كذلك الكفر والإلحاد، وتشكك المسلمين في عقيدتهم ودينهم، فهم يسعون إلى الإفساد في الأرض بكل وسيلة يملكونها، وصدق الله إذ يقول: (ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين) (المائدة: 64).
ومنها: صفة الذل، قال تعالى: (ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس)، وهم في ذلة، وإن ملكوا الأسلحة النووية، والطائرات، والدبابات المتطورة، وتفوقوا على المسلمين في القوة العسكرية، (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) (يوسف: 21).