في أحد لقاءاتي مع وزير مالية سابق بخصوص موضوع يتعلق بشركة ايكويت وأثناء تبادل الحديث تبين لي انه لا يعلم ان الشركة تضيف سنويا أكثر من 700 مليون دولار على الاقتصاد الوطني!!
وهذه هي حقيقة الاستثمار في صناعة البتروكيماويات التي تقوم بتحويل المستشفيات النفطية والغاز الطبيعي الى صناعة ذات قيمة أعلى بكثير من سعر النفط المكافئ للبرميل الواحد.
مؤسسة البترول تصدر يوميا اكثر من 2.5 مليون برميل بالإضافة الى المشتقات البترولية التي يتم تكريرها في مصافي المؤسسة الى دول صناعة تؤمن بأن البتروكيماويات تعوضها أكثر من قيمة النفط ومشتقاته المستوردة من الدول المصدرة، بل وتقوم بإعادة تصدير منتجاتها من الكيماويات والبلاستيك والأدوية وغيرها للدول المصدرة للبترول بأسعار تحقق لها أرباحا طائلة.
في الأسبوع الماضي أعلنت شركة ايكويت عن تحقيق أرباح تفوق المليار دولار في عام 2017، ومنذ عام 2001 وحتى تاريخه تحقق هذه الشركة الرائدة أرباحا سنوية لا تقل عن هذا الرقم، وقصة النجاح هذه فريدة من نوعها لأنها تعكس شراكة حكومية - أجنبية - قطاع خاص، مستقلة في إدارة شؤونها والتخطيط الذي يمكنها من التوفير في مصاريف التشغيل والصيانة وتحقيق أعلى قيمة وكفاءة تشغيلية تختلف تماما عن خطط التشغيل والصيانة والإدارة في المؤسسة وشركاتها التابعة، بل أصبحت ايكويت نموذجا تحتذى به أولا من شركة الصناعات الكيماوية «PIC» الممثلة لها في مجلس الإدارة ثم الشركات الأخرى.
ولكن الغريب ان المؤسسة، وبالرغم من نجاح تجربة شركة ايكويت على مدى 20 عاما، لم تبادر بتكرار التجربة في مصانع كيبيك القادمة مع مصفاة الزور وارتأت خوض التجربة بمفردها، وهذا تحد نأمل ان يكتب له النجاح، ولكن الدول الصناعية الكبرى خصوصا الخليجية منها استعانت ولا تزال بالشريك الأجنبي ولو بنسبة متواضعة لاكتساب خبرات فنية وادارية تعزز فرص نجاحها على المدى البعيد وتستفيد من تدريب مواطنيها الشباب في مصانع الشركاء لإضافة معرفة فنية تقنية، تضيف ميزة إضافية في هذه الصناعة.
والحال لدينا بالعكس، فبالرغم من تطوير الشباب الكويتي فنيا وإداريا في شركة ايكويت، لم يكتب لهم مجال في تولي إدارة وقيادة الشركة تعد اكثر من عشرين عاما من العمل والخبرة وأصبحت التدخلات الخارجية هي السمة الغالبة على قرارات التعيين والتطوير للشباب الكويتي.
تحية إجلال وتقدير للشباب العاملين في شركة ايكويت خصوصا أبناء الوطن الغالي منهم، ونأمل ان يستمر هذا الحماس لتحقيق الأفضل مستقبلا ونتمنى ان تبادر المؤسسة بتكرار قصة النجاح هذه خصوصا مع التوجه العام لتنويع مصادر الدخل وتقويض الاعتماد على النفط كمصدر دخل وحيد بالمشاركة مع القطاع الخاص.
Alterkait_Hamad@