أشعلت صفحات التواصل الاجتماعي ردود أفعال متباينة حول الحجاب والسفور من خلال فهم خاطئ لمعاني الحرية الشخصية والتعددية الفكرية مطالبين وزارة الأوقاف بالاعتذار..!
تصور عزيزي القارئ لو المتبرجة لا تريد الوزارة ان تتناول الآيات والأحاديث وأقوال أهل العلم بتحريم التبرج بحجة ان هذا يتعرض لإهانتها والتعرض لحريتها والإساءة لها.
والمبتلى بالتدخين والشيشة وبنفس المنطق يتحدث السارق والمرابي والمتعاطي والمشرك والكافر والمبتدع..!!
يريدون إغلاق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإغلاق منبر الجمعة عن النصائح والمواعظ وإقامة الحجة على كل جاهل وفاسد وضال..!!
فهم بابهم مفتوح على مصراعية لنشر الباطل والوزارة والمصلحون ممنوع عليهم توعية الناس بالدليل القاطع والبرهان الساطع بحجة ان هذا يتعارض مع الحريات..
يقول تعالى: (والمنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم).
وقد نهى الله النساء عن التبرج، وأمرهن بلزوم البيوت، فقال - سبحانه وتعالى -: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) [الأحزاب: 33].
إن الصراع بين الحق والباطل إلى قيام الساعة، ويجب على المسلم الصدع بالحق ولا يكون موقفه مدافعا أو مهزوزا، بل ثابت والله ناصره لا محالة.
٭ المسلمة المحجبة امتثلت لأمر ربها (وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن).
٭ السافرة اتبعت خطوات الشيطان والهوى (ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما).
٭ المحجبة قدوتها زوجات الرسول ﷺ.
٭ السافرة من قدوتها؟!
فالوضع خطير، وعاقبة الإهمال وخيمة، ولا خير في أمة ومجتمع فشا فيهما التبرج والسفور والرذيلة، وانحطت فيه الأخلاق، وانتهكت فيه المحارم، بحجج واهية وتلبيسات شيطانية نابعة من اعوجاج في العقيدة وتساكت البعض عن ذلك.
فانتبهوا قبل أن يحل بكم ما حل بالأمم قبلكم، وما حل بمن جاوركم، فالسعيد من وعظ بغيره.
قال الله العظيم: (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون) [المائدة: 78، 79].
واعلموا ان مما غزيت به هذه البلاد من وسائل الهدم والدمار إغراء المرأة على السفور والتبرج والاختلاط بالرجال الأجانب منها، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم انها فتنة، فقال - صلوات الله وسلامه عليه -: «ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء».
وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء» [4].
فاحذروا - يا عباد الله - أعداءكم وأعداء دينكم، حافظوا على نسائكم، واحفظوا محارمكم، احذروا أن يصيبكم ما أصاب غيركم ممن أضاعوا الستر والعفة والحياء، وظهرت نساؤهم بكل وسائل التواصل في أوضاع تشمئز منها قلوب الرجال الغيارى، وانتشرت بسبب البعد عن الدين وترك الحسبة الفتن والبلايا فإن في ذلك الهلاك والدمار، والعار والنار، والعقوبات العاجلة في الدنيا والآخرة، فهبوا من رقداتكم، وانتبهوا من غفلاتكم. وانصروا دينكم بالحكمة والحجة والموعظة الحسنة.
عسى ربي أن يفتح بها آذانا صما وأعينا عميا وقلوبا غلفا.
والله المستعان