[email protected]
إن النعال رخيصة إذ تشترى، لكن في وجه المعتدين كرام!
الچواتي أو النعال أو كما يسمونها الجزمة ـ أعزكم الله ـ مظهر من مظاهر الذوق والهندام والوجاهة!
وهما «معا» في حال استنفار دائم وخلاف حول «الموعد» فلكل واحد منهما «زمن» ومقام!
أنا شخصيا أهتم ـ تكرمون ـ بالچوتي والنعال وأحيانا أُقيّم صاحبهما من «الديزاين» وما نسميه نحن بلهجتنا «الكشخة»!
عزيزي القارئ: لا تقلل من قيمة «الحذاء» فنحن في زمن طغى فيه الحذاء على الرأس!
قالوها: قد طأطأ البشر الرؤوس بذلة مما رأوه وعزّت الأقدام!
انه زمن الچواتي والنعل! في چوتي يفوق الـ 100 دينار وفي بدينار!
تخيل «معرض الأحذية» ترى فيه أشكالا وألوانا من الأحذية ولكل حذاء سعره ورونقه وديكوره!
وأيضا ترى «النعل» ولكل نعال سعر.. وراحت الفرصة على النعال «ام صبع»!
أعرف مدير تحرير (عزيز عليّ) خرج من الجريدة وحاول تشغيل سيارته فلم تفلح محاولته فما كان منه إلا أن رفع احدى نعليه وضرب بطارية سيارته فدار المحرك فالتفت إليّ قائلا: «انه زمن الضرب بالنعال يا صاحبي!».
أنا شاهدت «بوشميس» يضرب بطارية سيارته «الهمبر» موديل 1901 قبل لا يشغلها بخيزرانة وعندما سألته لِم؟! قال: هي چذيه «مسكونة» ولا يبرد قلبها إلا الخيزرانة الشميسية!
طبعا تاريخ الچواتي والنعل تاريخ قديم عرفه الرومان، وهم أول من صنعوا المصانع وأنشأوا النقابات وخصصوا للنساء تشكيلة بألوان معينة وللرجال تشكيلة بألوان مختلفة وكان رجال مجلس الشيوخ عندهم ينتعلون أحذية «بنية» بلون القهوة ثم طوروا أشكال الكعب وأنواع الجلود!
طبعا عربنا الأوائل، الله يرحمهم، حسب أزمانهم طوروا بعض الأحذية ولبسوا «الخف» ولهذا لم يضغطوا على أرجلهم ولم يثقلوا على عقولهم، بمعنى أدق لم يضغطوا على الرؤوس فكانوا رجالا نجباء ونساء يملكن الفطنة والحكمة ثم أتى «زمن الكرة» فطغت أحذية الأرجل على العقول!
انه زمن عجيب فيه تلمع الأحذية وتتفوق وتخبو الرؤوس، فكم من حذاء شرف صاحبه والعكس صحيح!
طبعا أصحابنا «الأميركان» هم من أطلوا على العالم في القرن السادس عشر بتقليعة الكعوب العالية من ولاية ماساتشوستس ومثل ما نقولها بالكويتي «ما شفت يوسف»؟
طبعا «الأميركان» في ذاك الوقت اهتموا بالرؤوس والأجسام التي تحملها الچواتي!
لكن يبقى الحذاء «مشكلة مستجدة» في بعض المجتمعات، فلقد طغى «بريقه ولمعانه» حتى تربع على قمة الرؤوس وستظل قضية الأحذية تبحث عن «صانع ماهر» في زمن «الرانغولي»! نوع من الذهب الفالصو!
ومضة: نعيش الآن عصر «الأحذية» بعد أن خبئت الكفاءات وتساوت الأقدام بالرؤوس في زمن الچواتي!
اذا حلمت انك «لابس چوتي» أو نعال حسب تفسير ابن سيرين فاعلم انك على موعد «سفر بحري» اذا كنت كويتيا راح تروح فيلچا أحلى الجزر أما إن كنت وافدا فالتسفير «بحري» من نقعة شملان!
في قصيدة «حذائي» للشاعر راشد عيسى وهي طويلة اخترت منها:
حتى السادسة من العمر كان حذائي كمشة رمل أو نصف حجر
وكبرت قليلا صار حذائي قطعة خيش
حتى يختمها:
ولما بدأت تتقن فن المشي خطاي لما صار
لدي ثلاثون حذاء سرقت مني قدماي!
أحيانا يستخدم «المتشاحنان» المسبة فيقول أحدهما: يا ابن...!
آخر الكلام: الحقيقة ان الچوتي أو النعال أو الجزمة هي لباس لحفظ الرجلين وتطورت وصارت موضة، اللهم إلا صاحبي «بوشميس» فما زال يلبس النعال (الدعمة) أُم اصبع!
وأحيانا أفكر لولا نعمة الحذاء «چان» شصار فينا واحنا نمشي على سطح الأرض برجلين دون حذاء؟! بس الصينيون يقولون انها صحة ان تمشي حافيا!
لكن الحقيقة انني والله تألمت كثيرا في بعض مخيمات السودان عندما رأيت اللاجئين الإريتريين يلبسون قنينة المياه البلاستيكية ويحولونها نعالا!
لقد أبدع الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا ـ حين مثل دور «الإسكافي» وهو صانع الأحذية، وكان المسلسل عبارة عن إسقاطات اجتماعية وسياسية كبيرة بعيدا عن «چوتة الچواتي»!
وكلنا يذكر المواطن العراقي منتظر الزيدي الذي ضرب الرئيس بوش الابن بالحذاء أثناء زيارته للعراق وأشهر من ضرب بالحذاء هي «شجرة الدر» ماتت بالقباقيب الخشبية، وأيضا الرئيس معمر القذافي.
زبدة الحچي: طبعا هناك بلدان عرفت بصناعة «الچواتي» وطبعا ماركات عالمية لهذه الجزم كما شفنا «اديداس ـ نايك» وغيرهما من الماركات في الأحذية النسائية والأحذية الرجالية وحتى الأطفال، انها سوق مفتوحة رائجة غير خاسرة!
في أغنيات طلعت علينا تمجد بالچواتي وحب الچواتي وبعد ان فصخت «چوتيي» عرفت ان المغني يقول عن حبه «الجواني» وليس الچوتي كما فهمت للأسف! وعذري أنه زمن الچواتي!
لا عتب عليّ ولا عليكم انه زمن الچواتي.. وبه تسعد حياتي!