الكتابة فن وذوق وآداب يتملكها الكاتب فتراه يسعى الى الاستحواذ من خلالها على أذهان القراء وجذبها الى ما يتوارد لديه من أفكار، ليس ذلك فحسب، بل والسعي الى أبعاد لا حدود لها من التأثير.
ويعمد الكتاب المتمرسون الى تبني واقع من فكر القراء والتأثير فيهم بما يتأتى لهم من الطرح عبر كلمات ثرية وبأسلوب قاهر حتى ان الـ«Approch» حيالها قد ينهي حكما في بلدان متقدمة بما قد لا يطرأ على بال.
ولعلنا في هذا نطرح على البساط سقوط حكم لوي اوجست يوجين من خلال الثورة الفرنسية ليصبح وزوجته ماري انطوانيت وهي أميرة من النمسا رهن السجون والقضاء على الحياة.
فلقد قامت ثورة الفرنسيين على حكم يوجين القاهر لأرواح الشعب على يد عدد من رؤساء تحرير الصحف المحلية والدولية والتي تسمرت على القلوب حتى سعوا الى القضاء على الحكم والتخلص من يوجين بطريقة لم ترد بخلد أحد.
لعل ما يدعو الى فخر الكتاب لآرائهم وافكارهم هو ما وصل اليه يوجين قبل قتله من التقتير على الشعب، في مقابل البزخ في العيش على نفسه وحاشيته رغم انه كان أحرى به ان يرجح كفة المواطنين الفرنسيين.
ومن المعروف لدى الفرنسيين شغفهم عبر التاريخ بما تأتي به الصحافة بين يوم وآخر من استبراء يوجين وزوجه انطوانيت على حساب معيشة الشعب الى درجة لا حدود لها، وهو ما وضع الملك يوجين رهن الرأي الشعبي، اذ استدعى القضاء رؤساء تحرير الصحف آنذاك لمقابلة الملك وهو رهن الاعتقال، وفي تلك اللحظة حدث ما يدعو الى الفخر بآراء الشعب الذي قتر عليه يوجين، الى حد بعيد، حيث كان الشعب هو الرجاء الأخير ليوجين اذ طلب منهم ان يكتبوا سعيا لاطلاق سراحه هو وأسرته للبقاء على قيد الحياة.
ويرى المثقفون من كتاب الآراء في مجال الصحافة مقولة يوجين انذاك «اكتبوا وأنا ايضا سأكتب كما هو واجب».
واذ يتذكر المرء ما تؤول اليه الكتابة من قضاء وقدر ان هؤلاء الكتاب هم ذاتهم الذين تبناهم وفكرهم أفراد الشعب الفرنسي من أهله الذين تأثروا ببذخ العيش ليوجين وماري انطوانيت، فكتبوا لاعتقاله وقتله على الفور.
[email protected]