[email protected]
يقولون في المغرب العربي «اللي ما عندو سيدو مولى الدين سيدو»!
ونحن هنا نقول: الدين «عمى» عين!
وفي العراق يقولون: ديّانك مولاك لمن توافيه!
والدين يعمي!: والسلف تلف!
وفي الجزائر: الدين يسوّد الخدين!
والدي رحمه الله عندما نصحني قال شوف يا وليدي خذ بالله بالك: «لا هم إلا هم الدين ولا وجع إلا وجع العين!
الدين مطاردة في النهار وهم في الليل»!
الدين يا قارئي الكريم هم على القلب ووجع مذلة ومواقف محرجة!
الناظر اليوم في المجتمع الكويتي أو غيره يرى بروز ظاهرة الاقتراض «السلف» وترى هذا على مستوى الأفراد حيث يدخلون جمعيات فيما بينهم كموظفين او يقترضون من البنوك بأرباح فلكية وربوية!
نسمع ونقرأ عن (القرض الحسن)!
هذا النوع منقرض للأسف لسبب بسيط انه خال من الربا!
قال تعالى: (من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون) البقرة 245.
طبعا هناك نفوس تعي هذه الآية الكريمة وتطبقها وتقرض المحتاج المال الذي يطلبه لكن في هذه السنوات كثير من الناس بدأوا يأخذون ويتهربون!
الذي يقرض الله ويسهل للناس أمرهم أراه قدم القرض الذي ثوابه أعظم من الصدقة لأن (القرض دين مسترجع)!
أرجو من يقرأ هذا المقال ألا يستهين بالدَين والقرض والسلف!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه».
وفي حديث آخر: (يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين).
آن الأوان أن نفتح ملف (الاقتراض)؟
يجب ان يعلم كل إنسان ألا يقترض إلا مضطرا وأن يتقي الله في نفسه وفي من يقترض منه، والله يساعد كل مدين لأن الديون هم بالليل وذل بالنهار.
أنصح كل إنسان يفكر بالاستدانة ألا يستعجل في أخذ الدين وإن توافر البديل بدل (الربا) أكيد أفضل!
كما أنصح المتعامل مع البنوك بألا يخادع ويغش ويراوغ ويتهرب، والحذر كل الحذر اليوم من (البطاقة الائتمانية) وهي توفر لك تسديد فواتيرك وهي (تسهل) لكنها تغرقك بالديون!
الأفضل ان تتعلم كيفية (موازنة) صرفك واحتياجاتك وان تعاهد نفسك أولا ألا تدخل عالم الأقساط!
وأقبح إنسان على وجه هذا الكوكب هو الذي يستدين بنية عدم الوفاء بالدين والتلاعب!
قولوا آمين يا قراء: اللهم إنا نعوذ بك من ضلع الدين أو غلبة الدين!
والنصيحة ألا تكلف نفسك أبدا ما لا تطيق من الدين!
حاول دائما أن تجد بدائل بدل الديون وليكن همك الأول التسديد!
وأعلم أن الدين صغر أو كبر هو جالب للقلق لك لا محالة!
وتحذر من مغبة الأقساط وخداع التسهيلات!
الدين سلاح ذو حدين لكن المطلوب اليوم من المجتمع وآلياته وقطاعاته توضيح قضية (الديون) وحماية هذا (المدين) من نفسه أولا وتثقيفه كيف يتخلص من ديونه؟
ومضة: لا نختلف أبدا اذا قلنا ان (الديون) اليوم قد تكون بداية سهلة لكنها في بعض الاحيان تكون النهاية مؤلمة وحزينة وضبط وإحضار!
أقبح شيء سمعته من (كثرة) ان (الدين) من الكماليات!
٭ آخر الكلام: كما نقولها باللهجة المحلية: (اذا فات الفوت ما ينفع الصوت)!
دوامة القروض إعصار قاتل!
والبنوك والمؤسسات المالية صارت تتفنن في إيجاد (مغريات) لعمليات الاقتراض؟ ومن ينظر في قضايا أروقة المحاكم (يعي) تماما ما أحذر منه اليوم من متاهات القروض!
متورطون كثيرون يحملون (الندم) بعد ضياع أعمارهم خلف قضبان السجن بعد ان (دمرهم) الاستلاف!
٭ زبدة الحچي: عزيزي القارئ منذ هذه اللحظة عاهد نفسك ألا تقدم الكماليات عن الضروريات!
كما أرجو ألا تقارن نفسك بغيرك لأنك راح تتعب!
وازن ميزانيتك ولا تحرص أبدا على القرض الربوي!
إن ظاهرة التساهل في السلف والديون تستدعي الآن من الجهات المختصة والروابط الشعبية في قطاعات المجتمع المدني أن تبدأ حملات توعوية وترشيد للأخذ بالأسباب.
دعوة ونحن على أبواب رمضان من التجار والأثرياء ان يجبروا خواطر كل أولئك (المدينين)!
إبراء للذمة كتبت ونصحت فلا تتأخر في تسديد قرضك!