اختزل «جاك ويلش» خبرته على مدار 30 عاما في إدارة أكبر شركة في العالم «GE» في نصائح للقياديين دونها في أشهر كتبه «Winning» وأهمها أن يتحلى القائد بالتواضع، والابتعاد عن الشخصانية، والوضوح في التعامل مع الآخرين، ومكافأة المتميزين والاعتناء بهم، الى أن وصفه بالذي ينظف الملاعب لكل مباراة حتى يضمن تهيئة الأرضية الصالحة لنجاح فريقه.
ومتابعة لاستجواب وزير النفط، تبين أن هناك تراكمات وجوانب غامضة في علاقة المؤسسة مع جمهور المتابعين لأعمالها وإنجازاتها سواء كانوا إعلاميين، أو سياسيين أو موظفين عاملين ضمن شركاتها المتعددة.
وبغض النظر عما يسفر عنه الاستجواب مستقبلا، فإنه بات من المناسب أن يراجع القياديون في المؤسسة وشركاتها التابعة أسلوب العمل الإداري وتصحيح المسار الذي أصبح مستهدفا للنقد العام والهجوم المتواصل عن طريق كل القنوات المتاحة، ومن تلك الأمور:
٭ الشفافية والوضوح في التعامل مع كل حدث سواء كان حادثا عرضيا، أو مشكلة فنية، أو استثمارا خارجيا والسعي لإيضاح مبررات وأسباب ذلك الحدث ولو كان هناك خطأ، لأنه قد يكون في صالح المؤسسة توضيحه ويكسبها دعما غير مباشر
٭ كسر الحواجز بين القياديين والموظفين والتواضع في معالجة مشاكل الموظفين، ولقد أثبتت التجارب أن تلك الأساليب تساعد في كسب احترام العاملين المرؤوسين لرؤسائهم، وبالتالي يتم القضاء على التنافر والاتجاه نحو القضاء لمعالجة القضايا الإدارية البسيطة التي يمكن معالجتها داخليا.
٭ اعتماد معايير للاختيار للشواغر لجميع المناصب وإيضاح شروط الترقي لأي منصب في القطاع على أن تعتمد هذه المعايير على الكفاءة الفنية ثم مهارات القيادة وأخذ رأي المتعاملين سواء كانوا موظفين أو من خارج المؤسسة مثل الشركات والهيئات التي تتعامل مع شركات المؤسسة للتعرف على مهارات القيادي وجوانب ضعفه حتى يتم وضع القيادي المناسب في المكان المناسب، وبالتالي تجنب الاختيار السياسي والمجاملات مما يتسبب في هضم لحقوق الكفاءات التي تستحق العناية واستغلال قدراتهم.
٭ معالجة أسلوب ترسية المناقصات والتعاقدات في الشركات النفطية بحيث تركز على أسس ومعايير تضمن الجودة والأسعار المنافسة وتحريرها من التدخلات الخارجية التي غالبا تسبب خللا في نوعية وجودة الخدمة المقدمة
٭ الاستثمارات الخارجية للمؤسسة نافذة اقتصادية مهمة، لذا يجب العناية بمبررات الاستثمار ومدى أهميته للمؤسسة على المدى البعيد حتى يكون هناك تأييد وإقناع للجمهور أن استثمارات المؤسسة النفطية هي الضمان المستقبلي لأجيال الوطن والرافد الاقتصادي الذي يضمن استغلال ثروتنا النفطية على أفضل وجه.. وليس الاستثمار فقط لأجل تسويق النفط ومشتقاته أو لأمور سياسية بحتة.
الجميع في الكويت، ينظر الى مؤسسة البترول أنها الدفة الاقتصادية الأكبر والتي يعول عليها أبناء الوطن والأجيال القادمة ومن أجل ذلك باتت المؤسسة هي الأهم وهي شريان الاقتصاد الوطني الذي يجب الاعتناء به وتسخير جميع إمكانياتها لخدمة أبنائه والنأي به عن التسلط والأهواء الشخصية في إدارة هذا المرفق.
alterkait_hamad@