طمأنت السعودية حلفاءها العرب بأنها لن توافق على أي خطة للسلام في الشرق الأوسط لا تعالج وضع القدس أو حق اللاجئين في العودة مما أدى إلى تهدئة مخاوف من خطة أميركية وليدة تنحاز لإسرائيل في هذين الأمرين.
وقال ديبلوماسيون ومحللون إن ضمانات خاصة قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان للرئيس الفلسطيني محمود عباس اضافة الى دفاعه العلني عن المواقف العربية الثابتة في الأشهر الأخيرة.
وأوضح ديبلوماسي عربي بارز في الرياض «في السعودية الملك هو من يتخذ القرارات بشأن هذه القضية».
وأضاف «خطأ الولايات المتحدة أنها اعتقدت أن بإمكان دولة واحدة الضغط على بقية الدول للتسليم، لكن الأمر لا يتعلق بالضغط. لا يملك زعيم عربي التخلي عن القدس أو الفلسطينيين».
وتتناقض الخطة الأميركية مع مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية في عام 2002 والتي عرضت خلالها الدول العربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل الاتفاق على إقامة دولة للفلسطينيين وانسحاب إسرائيل بالكامل من الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967.
وقال باسم الأغا السفير الفلسطيني لدى الرياض لـ «رويترز» إن الملك سلمان أبدى تأييده للفلسطينيين في اجتماع عقد في الآونة الأخيرة مع عباس قائلا إنه لن يتخلى عن الفلسطينيين وسيقبل ما يقبلون به ويرفض ما يرفضونه.
وأضاف إن إطلاق الملك سلمان اسم «قمة القدس» على مؤتمر جامعة الدول العربية لعام 2018 وإعلانه مساعدات بقيمة 200 مليون دولار للفلسطينيين يمثلان إشارات إلى أن قضيتي القدس واللاجئين عادتا إلى مائدة المفاوضات.
ويقول ديبلوماسيون بالمنطقة إن الموقف الحالي لواشنطن، الذي نقله مسؤولون كبار بالبيت الأبيض خلال جولة الشهر الماضي، لا يتضمن اعتبار القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، أو حق العودة للفلسطينيين، أو تجميد الاستيطان الإسرائيلي على أراض يطالب الفلسطينيون بالسيادة عليها.
ولم يقدم جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأميركي، تفاصيل ملموسة عن الاستراتيجية الأميركية بعد مرور أكثر من 18 شهرا على تكليفه بالتوصل إلى سلام.
ولم يعرض كوشنر وزميله المفاوض جيسون غرينبلات مقترحا شاملا بل مجرد عناصر مفككة، قال أحد الديبلوماسيين إنها «تجاوزت خطوطا حمراء كثيرة جدا».
لكنهما ركزا بدلا من ذلك على فكرة إقامة منطقة اقتصادية في شبه جزيرة سيناء المصرية مع احتمال خضوع قطاع غزة لسيطرة القاهرة وهو ما وصفه ديبلوماسيون عرب بأنه غير مقبول.
وقال الديبلوماسي العربي البارز في الرياض «المشكلة هي عدم وجود خطة متماسكة مقدمة لجميع الدول.. لا أحد يعرف ما يجري عرضه على الآخرين».
وكان كوشنر قد قال في مؤتمر صحافي في ختام جولته إن واشنطن ستعلن خطتها للسلام في الشرق الأوسط قريبا وإنها ستمضي قدما بعباس أو بدونه. لكن لم تظهر بوادر تذكر تشير إلى إحراز تقدم باتجاه إنهاء الصراع الممتد منذ عشرات السنين والذي وصفه ترامب بأنه سيكون «الاتفاق النهائي».
واضاف الديبلوماسي العربي «ليس هناك دفعة جيدة. لم يقدم كوشنر شيئا مقبولا لأي دولة عربية» وأضاف «إنه يتصور أنه جني يحمل عصا سحرية سيأتي بحل جديد للمشكلة».
وأبلغ مسؤول من البيت الأبيض الصحافيين الأسبوع الماضي بأن مبعوثي ترامب يعملون على مجموعة مقترحات مفصلة حتى الآن لخطة السلام التي طال انتظارها وتشمل ما تصفه الإدارة بأنها خطة اقتصادية قوية على الرغم من عدم إعلان موعد طرحها حتى الآن.