- من كثرت عبادته زاد إيمانه ومن نقصت عبادته نقص دينه.. ووصفت النساء بنقصان الدين لتركهن الصلاة والصوم وقت الحيض
ما معنى حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه إن النساء «ناقصات عقل ودين»؟ وهل نقص العقل معناه نقص الفهم والذكاء؟ هذا ما يوضحه لنا العميد السابق لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية ورئيس رابطة علماء الشريعة لدول مجلس التعاون الخليجي.
يقول د.عجيل النشمي: قال صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيرا، فإنهن خلقن من ضلع، وان أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته وان تركته لم يزل اعوج فاستوصوا بالنساء خيرا»، والمراد من الحديث توجيه الرجال لملاطفة النساء والاحسان اليهن والصبر على عوج أخلاقهن، ولفظ الضلع استعيد للدلالة على الشيء المعوج، اي انهن خلقن خلقا فيه اعوجاج، فكأنهن خلقن من أصل معوج. ويعلق د.النشمي على ما قاله الغزالي: وللمرأة على زوجها ان يعاشرها بالمعروف وان يحسن خلقه معها، قال: وليس حسن الخلق معها كف الاذى عنها بل احتمال الاذى منها والحلم عند طيشها وغضبها اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان زوجاته يراجعنه في الكلام، واكثر من ذلك ان الرجل يزيد على احتمال الاذى بالمداعبة فهي التي تطيب قلوب النساء.
ليس ذماً
وأكد د.النشمي ان الحديث ليس ذما للنساء، بل يعتبر بيانا لواقع وحقيقة الحال، وتوجيها الى رعاية المرأة وتقلب نفسيتها لما تمر به من ظروف الحيض والحمل والنفاس، فإذا لم يراع الزوج ذلك ادى الى ظلمها والوقوع في المشاكل التي قد تصل الى الطلاق، لذلك قال ابن حجر وغيره: ان المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: «فإن ذهبت تقيمه كسرته» الطلاق، وقد وقع ذلك صريحا في رواية عند مسلم «وان ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها».
وعن موضوع نقص الدين والعقل، قال د.النشمي انه ورد في حديث صحيح، قال صلى الله عليه وسلم: «وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن»، قالت امرأة منهن بعزلة وهي التي تناقش النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، فما نقصان العقل والدين؟ قال: اما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل، فهذا نقصان العقل، وتمكث الليالي ما تصلي وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين، ونقصان الدين هنا نقصان الطاعة، لأنها تترك الصلاة والصوم زمن الحيض والنفاس، فهذا نقص في العبادة والطاعة وهو نقص في الدين، قال الامام النووي: وصفه صلى الله عليه وسلم النساء بنقصان الدين لتركهن الصلاة والصوم في زمن الحيض، فقد يستشكل معناه وليس بمشكل بل هو ظاهر فإن الطاعات تسمى ايمانا ودينا، وزاد: واذا ثبت هذا علمنا ان من كثرت عبادته زاد ايمانه، ومن نقصت عبادته نقص دينه، ثم نقص الدين قد يكون على وجه يأثم به كمن ترك الصلاة أو الصوم أو غيرهما من العبادات الواجبة عليه بلا عذر، وقد يكون على وجه هو مكلف به كترك الحائض الصلاة والصوم.
قلة الضبط
وحول قوله صلى الله عليه وسلم: «ناقصات عقل»، فالمراد منه ظاهر وهو قلة الضبط للحوادث والوقائع في جميع أحوالها، اذ من يعرض لها ضعف الضبط والتثبت زمن الحيض، لذلك قال الامام ابوعبدالله المازري: قوله صلى الله عليه وسلم: «اما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل» تنبيه منه صلى الله عليه وسلم على ما وراء ذلك، وهو ما نبه الله تعالى عليه في كتابه بقوله تعالى: (ان تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى)، أي انهن قليلات الضبط، فبيان النبي صلى الله عليه وسلم جواب الاستفسار للمرأة واضح انه في قضية التثبت في الشهادة ونحوها وليس المراد ان عقلها ناقص عن الرجل فإنهن كالرجال بل من النساء امرأة تعدل من الرجال عددا والشواهد كثيرة لا تحصى.