الموت خطف الدكتور الشاب الخلوق طلال محمد الشمري الذي توفي أثناء تأدية عمله في مستشفى الجهراء، وهذا قدر الله سبحانه، والحمد لله رب العالمين على كل حال.
إن ما حدث مع د.طلال من ظاهرة حزن شعبي كبير على وفاته ومن ثم فزعة شعبية لافتة في وسائل التواصل الاجتماعي خاصة عندما علموا بأنه من فئة «البدون»، مطالبين وزير الصحة باستمرار صرف راتبه لأسرته، وبفضل الله صدر قرار من سمو رئيس مجلس الوزراء مشكورا باستمرار صرف مخصصاته.
لو فكرنا قليلا بما حدث من تعاطف شعبي كبير جدا جدا ومن مختلف أطياف الشعب، فسنجد أن هذا يؤكد على محبة الله للدكتور طلال الذي تجسد بحب الناس له، وهو فعلا يستحق التقدير والثناء والحب «رحمه الله»، لأنه كان شخصا صالحا بما تعنيه الكلمة من معنى، فرغم ظروفه الصعبة وظروف أسرته قاوم عراقيل الحياة ودرس في الغربة لسنوات طويلة وعاد لوطنه ليخدمه وكان معيلا لأسرته، وقدم تضحيات كبيرة من أجل الاستمرار في رسم البسمة على وجوه أفراد أسرته وان كان على حساب حياته الشخصية.
حتى إن والده وقف أمام قبره وبين جموع غفيرة، قال وقلبه يتفطر هما وكان يحمل جبالا من الحزن وبنبرة تحمل معاناة وألم السنين «بيض الله وجهك يا ولدي.. أنا أشهد انك كنت ولدا صالحا وذخرا لنا» هكذا ختم والده نهاية تضحيات ابنه الصالح.
لذا أود أوضح لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، قاسما بالمولى عز وجل، أن هذه الأسرة وقع عليها ظلم كبير وتحملت ما لا تتحمله الجبال، فمن باب أولى رفع الظلم عنهم خاصة عندما علمتم بوضعهم بمنحهم شرف الجنسية الكويتية وهم من مستحقي الجنسية.
لماذا؟
أولا: جد د.طلال محمد الشمري كان يعمل في شركة نفط الكويت منذ عام 1948 ومشهود له بحب الوطن والوفاء من قبل زملائه وأسرهم.
ثانيا: والد د.طلال الشمري خدم السلك العسكري لأكثر من 45 عاما بكل شرف وأمانة وتوقف عن العمل لاكتمال سنه القانونية 65 سنة.
ثالثا: د.طلال الشمري درس في الغربة وعرض عليه أن يعمل خارج الكويت في دول كثيرة لكنه رفض ترك الكويت وظل يردد أنها وطنه ولن يغادرها أبدا حتى توفي أثناء تأدية عمله في مستشفى الجهراء.
أخيرا، ما حدث مع المرحوم د.طلال الشمري من تعاطف شعبي كبير قد يكون قدرا من الله حتى يلتفت لأسرته مسؤولو الدولة ويدركوا أن أسرة طلال وغيرها من الأسر تستحق نيل شرف الجنسية.
ونتمنى من بوصباح أن يتكرم بمنح الجنسية لأسرة الراحل طلال الشمري حيث إنها أسرة تنتمي للكويت بامتياز، وتنتظر قرار سموكم الذي ينصفهم ويفرج همهم.. والله سبحانه لن ينسى المحسنين بكرمه ولطفه، وسموك إن شاء الله من المحسنين. [email protected]