الجهاز المناعي
لابد أن يسأل الفرد الهدف أو الغرض من الجهاز المناعي.. غرض هذا الجهاز العظيم هو التعرف على أعداء الجسم وإبادتهم.
يعد الجهاز المناعي أحد أروع وأعقد الاجهزة في أجسامنا، إن رفع قوة المناعة له كثير من المعاني.
فهذا الجهاز قادر بشكل مدهش على إنتاج مليون جسم مضاد (Anibody) في غضون دقيقة، كما يمكن لهذا الجهاز أن يتعرف بسهولة على مُتعضيات غازية، وعلى سبيل المثال إذا خرقت جلدنا متعضيات غازية (مثل البكتريا) ولم تقتلها الكيميائيات السطحية، كالانزيمات المتواجدة في اللعاب والدمع في العين، فمن يتصدى لهذا الغازي؟ الاستجابات المناعية والالتهابية سوف تُنشط في الجسم ليتصدى لها، أما أعراض معركة هذا التصدي فقد تكون الحمى أو التورم والألم، لكن من المسؤول عن هذا التصدي؟ لابد أن يكون هناك جيش المناعة، فمتى ما أصبح الغزاة داخل أجسامنا، فإن جيش المناعة يتحرك... من هم أفراد هذا الجيش؟ ومم يتكونون؟ يتكون جهاز المناعة من جيش من الخلايا المتخصصة، وهم المدافعون في اجسامنا ولهم اختصاصات ووظائف شتى.
ويظهر ان اجسامنا كأنها في ساحة حرب، فبعض من خلايا الدفاع تعمل في الدم، مع الالتفات الى الغزاة في الخارج، والاشارة لأفواج أخرى بإمكانها إبادة غزاة معينين، هذا علما بأن الانواع الرئيسة لخلايا المناعة الموجودة في الدم والتي تسمى مجملا بالخلايا البيضاء، وخلايا بلعمية كبيرة تدعى ماكروفيج (Macrophages) ان خلايا B أو ما يسمى كريات الدم البيضاء اللمفاوية B تنتج أجساما مضادة وهي بروتينات خاصة تهاجم المستضدات ـ مثل البكتيريا ـ وتضع على الغازي اشارة أو علامة ـ الجسم المضاد هو الاشارة ـ لتقضي عليه من قبل الآخرين فالغازي هنا قد يكون البكتيريا، أو الفيروسات وغيرها، وبعد تثبيت الاجسام المضادة في الغازي، تقوم الخلايا الآكلة أو البالغة بإنجاز عملها ـ وهو بلغ الغازي وما عليه من الجسم المضاد.
(من كتاب: شباب دائم ـ د. دلاور محمد صابر)