- مزارع الوفرة والعبدلي.. لتحقيق الأمن الغذائي ورفد الاقتصاد الوطني
- خيارنا الطازج.. «يمزمز» عليه غنم المزرعة أحياناً!
طالب المزارع نادر العوضي الجهات المعنية بأمر الزراعة في الكويت بإيصال المياه المعالجة الى مزارع الوفرة كلها، مؤكدا أن استخدام مياه الصرف الصحي أو المجاري بعد معالجتها رباعيا للري الزراعي أفضل من رميها في البحر وتلويثه، خصوصا في دولة الكويت التي تفتقر الى المياه الطبيعية من أمطار ومياه جوفية صالحة للشرب وأنهار وبحيرات.
وقال في حديثه لـ «الأنباء»: إن زراعة تقوم على التناكر الجالبة للمياه من محطات المياه العذبة المكلفة على الدولة وعلى المزارع المنتج لا يمكن أن تكون ذات جدوى اقتصادية، الأمر الذي يحتم على الدولة الاستفادة من مياه الصرف الصحي مثل معظم الدول المتقدمة للري الزراعي، ولكن بعد معالجتها أو معاملتها رباعيا، أقصد جعلها صالحة غير ملوثة أو مضرة للإنسان وبيئته.
ملايين الدنانير.. ضاعت
وتساءل المزارع نادر العوضي عن سبب أو أسباب فشل مشروع إيصال المياه المعالجة عبر البايبات المدفونة في الأرض بطول مائة كيلومتر ونيف قبل أكثر من خمس سنوات، فلابد من محاسبة المخطئين على ضياع ملايين الدنانير، كما لابد من مد بايبات أكثر قوة وصلابة (ستيل) لإيصال المياه المعالجة الى مزارع الوفرة أسوة بمزارع العبدلي، بدلا من إلقائها في بحر الخليج وتلويثه - كما نسمع.
فيما طالب أخوه وشريكه في المزرعة كامل العوضي مسؤولي الأشغال والكهرباء والماء وهيئة الزراعة، بتحديد موعد لإيصال المياه المعالجة الى مزارع الوفرة، موعدا يلتزم به هؤلاء المسؤولون أمام المزارعين لأننا - كما يقول - شبعنا وعودا وعهودا بهذا الموضوع ونريد موعدا حقيقيا يلتزمون به أمام مجلس الوزراء.. أعلى جهة حكومية في الكويت!فمن قبل ولأكثر من مرة سمعنا عن وعود ومواعيد آخرها أنها، أي المياه المعالجة، ستصل مزارعنا في فبراير 2018 لكنها لم تصل ونحن في شهر سبتمبر 2018 ولا أحد يسأل عنا وعن مشاكلنا في الوفرة.
فالكل لاه عنا للأسف الشديد!ومع كل موعد ننشئ البرك والبحيرات ونقيم الخزانات وننصب الشبرات، حتى تناكرنا التي نجلب المياه فيها من محطات المياه العذبة بعناها استعدادا لوصول المياه المعالجة - كما وعدونا - لكن وعودهم لم تتحقق، وأنشد «عشمتني بالحلق خرّمت أنا وداني»!
أين الأمن الغذائي؟!
وأنحى المزارع نادر العوضي باللائمة على المسؤولين المعنيين بالشأن الزراعي في جميع وزارات وهيئات الدولة إلى خروج العديد من المزارعين المنتجين من الساحة الزراعية، بسبب صعوبات وخسائر متتالية ومتفاقمة في السنوات الأخيرة وتراجع الدعم الحكومي، فالكثير من المزارع الشاسعة تجزأت وتحولت الى شاليهات وحدائق.. تؤجّر أحيانا لبعض الليالي مع أن المزارع أُنشئت هنا في الوفرة والعبدلي الحدوديتين النائيتين، لتحقيق جزء من الأمن الغذائي المأمول، والمفروض أن تكون قطر الشقيقة بعد حصارها عبرة لنا لننتج وندعم إنتاجنا، فالاستيراد الخارجي ليس آمنا ولا مضمونا دائما، والأموال لا تضمن تدفقها يوميا.
توفير الخدمات الضرورية
ويا ريت، يتمنى العوضي أن يصير الدعم الحكومي على الخدمات بدلا من المدفوعات، فنحن نريد هذا الدعم الذي لا يمكننا الاستغناء عنه، نريده على شكل أسمدة ومياه وكهرباء وديزل وأدوية، وأعتقد أن هذا أفضل للمزارع المنتج وللدولة، فمن الصعب على المزارع أن يتلاعب بمسألة المياه والكهرباء وحتى الأسمدة والديزل والمبيدات الحشرية المصروفة له شهريا وفق مزروعاته وحاجاته الفعلية.
ناهيك عن أن الدعم على شكل خدمات يحتم علينا تطوير الإنتاج وطرح النخب الأول منه وليس كل الإنتاج صالحا أو طالحا جريا وراء الوزن المعتمد لصرف الدعم الحكومي، والأهم من ذلك كله يجب حمايتنا نحن المزارعين المنتجين من المستورد المماثل لمنتجاتنا، كي لا نضطر أحيانا لإطعام الخيار كما فعلنا بالفعل مؤخرا ليمزمز به غنم المزرعة!
منها 60 ألف دينار للاستزراع السمكي..
نصف مليون دينار دعماً للثروة السمكية
قرر مجلس إدارة الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية.. تخصيص دعم نقدي لأصحاب سفن وطراريد صيد الأسماك وكذلك صرف أعلاف أسماك للمزارع السمكية قيمته نصف مليون دينار سنويا على النحو التالي:
ـ رخصة الطراد 375 دينارا.
ـ رخصة الطراد المدموج 778 دينارا.
ـ رخصة الجر الخلفي 2120 دينارا.
ـ رخصة القرقور (الليخ) 1000 دينار.
ـ رخصة الاستزراع السمكي. 60.000 دينار.
شريطة ان تكون سفن وقوارب الصيد مستمرة في ممارسة عمليات الصيد بالمياه الإقليمية الكويتية، وعدم ارتكاب مخالفة الصيد في جون الكويت أو الهروب من الدورية وتعريض الطاقم للخطر..!
شباك علوية لصيد «الزرازير»
تشكل العصافير الصغيرة «الزرازير» مشكلة للمزارعين في كل مكان سواء عند بداية نشر البذور في الحقول المكشوفة أو عند نضج بعض المحاصيل والثمار..
وقد لجأ المزارع عبدالكريم عبدالرحمن الصفران الى وسيلة ناجعة للحد من هجوم الزازير على حقول مزرعته بالعبدلي اذ قام بنصب شباك علوية حول الحقول المزروعة بالطروح حتى تعلق بها «الزرازير» اذا ارادت التهام وتموت!
الزراعيون الأوائل
أحمد المدعج.. هاوي الجياد
المزارع أحمد المدعج من أسرة عريقة محبة للزرع والزراعة في منطقة العبدلي الزراعية في أقصى شمال الكويت، فإخوانه الدكتور عبدالمحسن وسعود مدعج المدعج من كبار مزارعي العبدلي وأصحاب الديوانيات العامرة فيها منذ أكثر من عقدين وحتى الآن.
وهو محب للخيل العربي الأصيل مثل حبه للزرع الأخضر، شبه مقيم في العبدلي، ومن رواد ديوانياتها العامرة، اجتماعي معطاء كريم جواد، وشهرته فائقة في تربية الأغنام والماعز ولاسيما الماعز الشامي الصنف، فقد رباها لسنوات طوال عبر قسيمته الزراعية في منطقة «كبد» وسط الكويت، قبل أن ينتقل بها عام 1998 الى العبدلي على الحدود الكويتية ـ العراقية.
ازدحام.. حول محطة مياه القشعانية..
رصدت «الأنباء» لدى تفقدها منطقة العبدلي الزراعية نهاية الأسبوع الثاني من الشهر الجاري، ازدحاما لتناكر المياه حول محطة المياه العذبة في منطقة القشعانية «وسط العبدلي» وقد عزا المزارع فاضل عباس الصفار هذا الازدحام او الانتظار الطويل لتناكر المياه امام تلك المحطة لعمل صيانة لمحطة العبدلي القديمة القريبة من المركز الحدودي بين الكويت والعراق وقد طالت هذه الصيانة داعيا للانتهاء من هذه الصيانة بسرعة لتخفيف العبء على محطة القشعانية سواء من تناكر المزارعين او تناكر الشركات العديدة العاملة في شمال الكويت.
الأجهزة المحورية.. لري الأعلاف الخضراء في العبدلي
اكد المزارع براك صالح البغيلي اهمية جهاز الري المحوري في ري المساحات الشاسعة من النباتات، لاسيما من الاعلاف في مزارع العبدلي ذات المساحات الكبيرة، وقال لدى تفقدنا بصحبته عمل اجهزة الري المحورية الثلاثة في مزرعته بالعبدلي: استعين ومنذ بضع سنين بثلاثة اجهزة ري محورية لري آلاف الامتار المزروعة بالجت والشعير والرودس وانواع العلف الاخرى الضرورية لتغذية حيوانات المزرعة المتزايدة والانتاج بوجه عام جيد.
وذكر ان لديه جهازا يروي 80 الف متر مربع وجهازا ثانيا يروي 120 الف متر مربع، في حين يروي الجهاز الثالث 360 الف متر مربع، مبينا ان طريقة الري بالرذاذ او الرش هنا كلها من مياه بئر ارتوازية واحدة قليلة الملوحة، وعدّد مزايا الاستعانة بجهاز الري المحوري في المزارع الكبيرة بقوله: ان هذه الاجهزة الحديثة والمتطورة في عالم الري الزراعي توفر الايدي العاملة والمتابعة المستمرة المضنية للري اليومي في المزرعة، مذكرا بان هذه الاجهزة تعمل اوتوماتيكيا حسب رغبة مشغلها، وطبعا تشغيلها في اشهر الشتاء اقل من اشهر الصيف القائظ في الكويت، وفي مزارع العبدلي ذات المساحات الكبيرة اكثر من استخدامها في الوفرة، لكن استخدام هذه الاجهزة بنجاح له متطلبات عديدة من حيث الاسمدة والاحماض الامونية وسلفات البوتاسيوم، وحال توافر هذه المتطلبات يمكن استخدام هذه الاجهزة ليس لري اصناف الاعلاف العديدة ولكن لري بعض المحاصيل مثل البطاطا، ونسبة الملوحة في الماء المستخدم هنا مهمة لأن معظم الثمريات لا تترعرع الا بالمياه القليلة الملوحة، بل العذبة.