الشُهُب
منذ آلاف السنين والبشر يبصرون الشهب تهوي فيحسبونها نجوما ويتساءلون عن طبيعتها ومصدرها. وفي بعض مراحل التاريخ شاع الاعتقاد بأنها تأتي من العالم الآخر.
اليوم نعرف أنها ليست نجوما كما كانوا يظنون، واسمها العلمي نيازك (مفردها نيزك) أو شهب (مفردها شهاب). والشهب أجسام صلبة تنتقل في الفضاء، ويمكن أن تمر عبر الجو الأرضي. عندما يجتاز الشهاب جو الأرض نقدر أن نراه لأنه يترك خلفه أثرا ضوئيا ملتهبا.
وهذا الأثر الملتهب ناتج عن الحرارة الشديدة التي يولدها احتكاك سطح الشهاب بالهواء. والأمر الغريب هو أن معظم الأجزاء التي يتكون منها الشهاب صغيرة جدا في حجم رأس الدبوس. لكن هناك في بعض الأحيان شهبا تزن اطنانا.
معظم الشهب تحرقها الحرارة المتولدة من احتكاكها بجو الأرض وتقضي عليها. ولا يصل إلى سطح الأرض إلا الأجزاء الكبيرة من هذه الشهب. ويعتقد العلماء أن آلاف الشهب تسقط على سطح الأرض كل يوم، لكن بما أن سطح الأرض مغطى بالماء في معظم أجزائه، فهي غالبا ما تسقط في البحار أو البحيرات.
قد تظهر الشهب منفردة في السماء، وتتحرك في أي اتجاه، لكنها في العادة تتحرك بشكل ثول أو تجمع تحتشد فيه آلاف الجزيئات، وعندما تتحرك الأرض في دورانها حول الشمس يصادف ان تقترب من أمثال هذه التجمعات التي تلتهب لدى احتكاكها بطبقات الجو العليا، مما يجعلنا نرى ما يشبه الثلال الضوئي.
من أين تأتي هذه الشهب؟ يعتقد الفلكيون انها جزيئات متناثرة من المذنبات. فعندما يتحكم المذنب في الفضاء، تتابع الأجزاء المتناثرة منه حركتها في الفضاء بشكل مجموعات أو أثوال.
هذه الأثوال تتبع في حركتها الفضائية مدارات منتظمة. ومثل هذه التجمعات المنتظمة يمكن أن تتقاطع مع مدار الأرض مرة كل ثلاث وثلاثين سنة.
عندما يبلغ جزء من الشهاب سطح الأرض يسمى «الرجم» أو «الحجر النيزكي» وهو يسقط الى الأرض لأن جاذبية الأرض تجذبه نحوها، وفي عهد الرومان حوالي سنة 467 قبل الميلاد، سقط إلى الأرض حجر نيزكي، وقد اعتبر سقوطه في ذلك الحين حدثا مهما حتى سجله المؤرخون الرومان.
(من كتاب: الموسوعة العلمية المبسطة)