دلال العياف
الدلاعة مذهبي
من زمان أهوى صفاها والنبي
لما يخطر حبي عندي بمشيته
تلقى قلبي له يميل من فرحته
شوف دلاله والا قده وطلعته
تفرح القلب يا ناس كده والنبي
غاب وجاني شوفت نوره وبهجته
والفؤاد ينطرب من فرحته
والزمان قام انتشى من طلعته
تفرح القلب ياناس كده والنبي
كل هذه الكلمات السابقة ليست من وحي الخيال او مجرد الهام وملهم، ولكن هي كلمات «طقطوقة» تغنت بها كوكب الشرق ام كلثوم في زمن جميل فات، كانت وقتها «الست» في بداياتها الفنية، ولم يقتصر غناؤها حينها على موشحات وأغان مكبلهة فقط.
حتى في هذا الزمن الذي يعتقد البعض ان فنانيه لا يخطئون، كان هناك من يخطئ، ولكن يصلح الخطأ ويتعلم منه، وهذا هو الفرق بين زمن الاساطير الفنية واعلام الفن الاصيل وزمننا الحالي وتعالي بعض الفنانين على حتى الاعتراف بالخطأ، فكانت تلك «الطقطوقة» متماشية مع اغاني «الهنك والرنك» على حد القول، في زمن الخديوي اسماعيل، واثارت في وقتها ضجة كبيرة جعلت المعنيين بمستقبل أم كلثوم الفني العظيم آنذاك يقنعونها بضرورة سحب الاسطوانة، واعترضت شركة التسجيل على ذلك حتى جاء الحل على يد الشاعر القدير الراحل احمد رامي، حيث قام بالتعديل على كلمات الأغنية واعادت ام كلثوم تسجيلها، ليقول مطلعها «اللطافة والخفة مذهبي»، فكان اقل وقعا على الجمهور، وطبعا كان الاداء باهتا قليلا مقارنة بالأصل.
ومن بعد اغنية كوكب الشرق «اراك عصي الدمع» من شعر ابي فراس الحمداني ولحن عبده الحامولي على المقام البياتي وغنتها في العام 1962، ليس من المقبول ان تقدم «طقطوقة» بهذا المستوى، خصوصا انها صاحبة الحنجرة الذهبية التي لا مثيل لها والفريدة من نوعها، وهنا يكمن مقصدنا من كتابة هذا المقال، انه في كل زمان ومكان هناك اخطاء حتى من الكبار ونستفيد من طريقة تصحيحهم لهذه الأخطاء، لذا ننصح بالا نستعجل في الحكم على الآخرين حتى وإن قدموا اعمالا دون المستوى، فبإمكانهم ان يصححوا مسارهم لنكسب جيلا فنيا لديه القدرة على تقويم نفسه بما يخدم الساحة الفنية وتقدمها.