من مخترع التلفزيون؟
لا شك أنك تعلم أن عملية التلفزة معقدة وان جهودا عديدة بذلت لتطويرها، والتلفزة لم تكن في أي وقت من الأوقات اكتشاف رجل واحد، حيث ان سلسلة من المحاولات قادت إلى ذلك، ففي عام ألف وثمانمائة وسبعة عشر 1817 اكتشف عالم كيميائي يدعى جونس برزيليوس العنصر الكيميائي المعروف بسيلينيوم وهذه الخاصة هي (الكهربائية الضوئية). وفي عام ألف وثمانمائة وخمسة وسبعين استفاد المخترع الاميركي ج. ر. كاري G. R. Carey منه وصنع ما يمكن تسميته بأول جهاز تلفزيوني يستخدم خلايا كهربائية ضوئية إذ ان تسليط مشهد تلفزيوني يستخدم خلايا كهربائية ضوئية يسمح لكل خلية بتمرير كمية متناسبة من الكهرباء مع كمية الضوء الذي تتعرض له، وبالتالي يمكن اعادة تكوين الصورة عن طريق الزر الكهربائي Bulb.
وكانت الخطوة الثانية القرص الكاشف Scanning Disk من قبل (بول نبكو Paul Nipko) وهو عبارة عن قرص فيه عدة ثقوب تسمح بمرور الضوء من وقت لآخر، وهذا القرص يدور امام الخلايا الكهربائية بعد ان تبين ان كمية من الكهرباء التي ينقلها السيلينيوم تتعلق بقوة الضوء المسلطة عليه، وكذلك يوجد قرص آخر يدور امام المراقب.
بقي المبدأ على حاله كما اكتشفه (كاري)، وفي عام ألف وتسعمائة وثلاثة وعشرين 1923 تم اول نقل للصور بواسطة الاسلاك وذلك من قبل جون برد John Barid البريطاني وتشارلز جنكنز Charles Jenkins في الولايات المتحدة الاميركية، ثم حدث تقدم كبير من تطوير آلات التصوير حيث تمكن فلاديمير زوكين Validimir Zworkin وفيلو فارنس ورث Philo Farns Worth من ايجاد نموذج من آلات التصوير تعرف احداها اليوم باسم ايكونسكوب Icon oscope والثانية تعرف باسم (إيماج ديسكتر) أي مقسمة الصورة.
بدلت في عام ألف وتسعمائة وخمسة وأربعين أنابيب هاتين الآلتين اللاقطة بما أسموه أورتيكون Orthicon والتي تعين جهاز الصورة المستقيمة وتستخدم الآن مجموعة التلفزيونات الحديثة أنابيب الكيناسكوب Kinescope. وفي هذا النوع من الانابيب يوجد مسدس كهربائي يسلط على الشاشة بنفس الطريقة التي يسلط بها الضوء في آلة التصوير ليسمح لنا برؤية جيدة للصورة.
(من كتاب: غرائب الاختراعات والاكتشافات)