- لا يمكن لأحد أن يفرض على المصريين مساراً لا يرغبون فيه.. والإرادة الشعبية هي الفيصل
- نحتاج إلى ضمان من إثيوبيا ألا يستخدم سد النهضة لأهداف سياسية
جدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، امس التأكيد على استعداد مصر التصدي لأي عدوان في حال تعرض أمن الخليج العربي «للخطر أو لتهديد مباشر».
وقال السيسي خلال لقاء مع الصحافة الأجنبية على هامش منتدى شباب العالم الذي اختتم أعماله امس في شرم الشيخ «إذا تعرض أمن الخليج للخطر أو لتهديد مباشر من أي جانب، فسيقوم الشعب المصري كله وليس فقط الرئيس بتحريك قواته لصد العدوان ودعم الأشقاء».
وبشأن العلاقات العربية ـ العربية قال السيسي: «إن حجم الاضطراب في المنطقة يدعونا إلى التكاتف والتنسيق بصورة أكبر لأن الوضع في المنطقة (هش) ومصر قريبة من السعودية وكل دول الخليج، والاختلاف يجب ألا يؤدي إلى ضياع دولنا وعدم استقرار منطقتنا مما يتطلب أن تزداد الدول المستقرة استقرارا ويزداد التعاون والتنسيق لكي نصل إلى إنهاء البؤر المشتعلة في المنطقة».
وشدد على التنسيق بين مصر والأردن والأشقاء العرب، قائلا: «نحن في حالة تحالف طبيعي مع أشقائنا العرب والخليجيين ويمكننا معا أن نؤمن أمننا القومي بفضل توحيد الجهود والمسار لتجاوز الأزمات»، لافتا إلى أن هناك فرصة لتحقيق التضامن وميثاق الجامعة العربية به اتفاقات منها الدفاع المشترك وهي التزامات في علاقاتنا مع الدول العربية.
وردا على سؤال حول قضية مقتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي، قال السيسي: «إن المملكة العربية السعودية أكبر من أن يهز أحد استقرارها ونحن معها لتحقيق الاستقرار والأمن، والخارج ليس هو من يحافظ على استقرار الدول ولكن الداخل، ونحن مطمئنون للإدارة الحكيمة والرشيدة للملك سلمان، ويجب أن ننتظر كلنا التحقيقات حول القضية لأن الإعلام قام بدور غير إيجابي ويجب أن نثق في حكمة وشجاعة الملك سلمان وننتظر أجهزة التحقيقات سواء في المملكة أو الدولة التي وقعت بها الحادثة لإعلان الحقائق ونتعامل بميثاق شرف إعلامي لاستبيان الحقائق».
هذا، وقد أكد الرئيس المصري، أنه لا يمكن لأحد أن يفرض على المصريين مسارا لا يرغبون فيه لأن الإرادة الشعبية هي الفيصل، قائلا: «إنه لم يكن في مصر سوى إرادة الشعب المصري في 2011 و2013»، لافتا إلى أن التحديات التي تواجهها مصر كبيرة جدا وتتطلب التكاتف والبعد عن الانقسام.
وقال السيسي، «إن أية دولة تعطي مصيرها للمجهول لا تنتظر سوى الضياع وحتى في حالة عدم قبول الأوضاع»، مضيفا: «إن التغيير للأفضل يخضع لتجربة مرت بها مصر التي كانت على المحك ولكن الله حفظها وبالتالي لا يجب أن نخوض تجربة أخرى تؤدي إلى ضياع البلاد».
ودعا كل الدول العربية إلى ضرورة أن تحافظ على بلادها، قائلا: «إن إعادة الإعمار تحتاج إلى إمكانات وربما ليبيا لديها إمكانات، أما سورية واليمن فيحتاجان إلى برنامج كبير».
وحول العلاقات المصرية ـ الإثيوبية أكد الرئيس أن إثيوبيا شهدت مع قياداتها الجديدة تغييرات إيجابية، قائلا «إنه تم الاتفاق مع الدول الأفريقية بشكل عام على دعم مشروعات التنمية ولكن ألا يكون ذلك على حساب حياة المصريين التي تعتمد بشكل كامل على مياه النيل».
وأوضح الرئيس السيسي «أننا نريد تحويل النوايا الحسنة لإثيوبيا إلى اتفاقيات ملموسة، ونحن نحتاج مراعاة ألا تؤثر عملية ملء خزان سد النهضة على حصة مصر المائية وذلك من منظور فني، غير أن اللجان الفنية لم تصل بعد إلى اتفاق، كما نحتاج إلى ضمان ألا يستخدم السد لأهداف سياسية، غير أن هناك مؤشرات إيجابية جاءت من القيادة الإثيوبية الجديدة».
وأعرب السيسي عن تمنياته بأن يناقش الإعلام المصري وشبكات التواصل الكلام الذي يقوله ليجري بشأنه نقاش مجتمعي ليس ليكون هناك صوت واحد وإنما لأنه صوت واع وأمين ومخلص وشريف ويريد زيادة وعي كل شباب وشعب مصر ليدرك قضاياه ومسار حلها، مؤكدا أن المهنية في الإعلام تتطلب مزيدا من العمق والحديث مع عناصر لها الخبرة الكافية بالمواضيع التي تتحدث عنها والحل لا يكون أبدا بتغيير القيادة والوقوع في يد جماعات تتجه بالبلاد لإقامة دولة دينية تتصف بالتمييز وعدم التكاتف مع الآخرين.
ودعا الإعلام المصري والخارجي إلى النظر في حجم الإنتاج والتصدير وزيادة السكان ومقارنتها بزيادة الإنتاج عند الحديث عن زيادة الأسعار.. قائلا: «في حالتنا طبيعي أن تكون هناك أزمة أو زيادة في الأسعار في ظل الأوضاع الراهنة».
وأشار السيسي إلى أن تطوير النقل يحتاج أموالا طائلة، لافتا إلى أن تطوير الخط الأول للمترو يحتاج 30 مليار جنيه، قائلا: «إن إقامة المشروعات تتم باللجوء إلى قروض وسعر الخدمة ليس اقتصاديا وبالتالي لا يحقق ربحا أو يغطي تكاليفه مثلما هو الحال في الدول الغربية بالتالي طبيعة المشكلات تختلف».
وشدد على أن حل المسائل يتم بمواجهة التحديات بشكل حقيقي وأمين، موضحا أنه طرح عليه افتتاح خط مترو أنفاق مصر الجديدة منذ 8 شهور ولكنه رفض لأن تكلفة التذكرة غير اقتصادية مما يضر بالخط لأن تكلفة التذكرة ضعف السعر الحالي.
ولفت إلى أن المعارضة تهدف فقط إلى الوصول للسلطة وعندما تتولى السلطة تفاجأ بحجم المشكلات، قائلا: «لا أريد صوتا مؤيدا لي، وإنما أريد الصوت المؤيد لمصر وأمنها واستقرارها من خلال دراسة الإعلام للملفات بصورة مستفيضة، وهذا أمر لا يتوافر حاليا، وكنت أرى الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل هو فقط الذي يتناول موضوعاته بعمق شديد».