القاهرة ـ خلود أبوالمجد
منذ أن بدأت فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 40، تعج قاعات العرض في دار الأوبرا المصرية بكثير من الأفلام والمناقشات حول الأفلام التي تعرض بين النقاد والسينمائيين والفنانين الذين يحرصون على الحضور يوميا، لمشاهدة الأفلام التي تقدم، خلال هذه الدورة والتي حصل الكثير منها على جوائز في مهرجانات أوروبية وعالمية، مثل فيلم «روما» الذي حصد جائزة مهرجان فينسيا شهر سبتمبر الماضي.
وبعد غياب عن المشاركة والتواجد في المسابقة الرسمية لسنوات يشارك الفيلم المصري «ليل/ خارجي» هذا العام في المهرجان للمنافسة على جوائز هذه المسابقة، بعد مشاركته في مهرجان تورونتو، والفيلم من إخراج أحمد عبدالله السيد، الذي سبق ان قدم أفلام «ديكور وميكروفون»، ويقوم بالبطولة الفنانون كريم قاسم في أولى بطولاته السينمائية، ومنى هلال التي تعود بعد غياب وسفر طويل، وشريف الدسوقي، وأحمد مالك وتشارك بدور شرفي الفنانة بسمة وأيضا عمرو عابد.
وتدور احداث الفيلم حول 3 شخصيات تنتمي لطبقات مختلفة ساقتهم الظروف لقضاء ليلة كاملة برفقة بعضهم البعض، يتعرضون فيها لكل أنواع المشاكل التي يمكن أن تحدث في أيام متفرقة ومتباعدة، فالمخرج الذي يؤدي دوره الفنان كريم قاسم ينتمي لطبقة ميسورة الحال ويملك فهما وإدراكا أكبر من سائق التاكسي الذي يتعرف عليه في احدى مهمات العمل لتصوير إعلان، ويكلف بايصاله أينما يرغب، فتكون النتيجة أن يقضي معه ومع فتاة الليل التي تؤدي دورها منى هلا، ليلة تختلط فيها المشاعر بين السعادة والحزن ونشاهد فيها هذا السائق ونظرته للمخرج والطبقة الاجتماعية التي ينتمي لها، وبالتوازي يظهر لنا قصة أخرى تتماشى أحداثها مع ما نشاهده وهم أبطال السيناريو الذي يحلم المخرج بايجاد الممول الذي يمكنه من إنتاج فيلمه الثاني الذي يتسق مع أفكاره، وهذا ما دفعه للقبول بتصوير إعلان لا يرضى عن محتواه أو أسلوب العمل فيه.
حقيقة أن الفيلم للوهلة الأولى يخدعك في مشاهده الأولى التي تظهر أنك أمام أحد أفلام المهرجانات باقتدار، والتي لا تحمل في مضمونها أيا من الصفات التجارية التي تتمكن من جذب الجمهور لمشاهدتها، إلا أنه سريعا ما تجد الايقاع يختلف ليصبح الفيلم واحدا من أمتع التجارب السينمائية التي يمكن أن تشاهدها في مهرجان دولي كالقاهرة السينمائي.