أحمد سليمان
يتجدد الحديث في مصر هذه الأيام عن التكنولوجيا المعاصرة لأنظمة التسليح العالمية خلال أعمال المعرض الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية الذي ينطلق بعد غد في القاهرة، في حدث يعد الأول في منطقة الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي ينعكس في شكل المشاركة المتوقعة للآلاف من كبار الزوار العسكريين والممثلين الصناعيين الدوليين، بالإضافة لتسعة وزراء دفاع وسبعة رؤساء أركان للجيوش لعدد من الدول الصديقة لمصر، ومن هذا المنطلق تصبح التنمية الدفاعية والخصائص المواكبة لها هي القوة التي تحافظ علي الأمن القومي للدولة.
حيث بات من المؤكد أن الأمن القومي لأي دولة يحتوي على عدد من الأبعاد المحورية وتختلف قوة كل منها باختلاف خصائص الدولة، كما تتميز كل دولة بقوة بعد عن غيرها من الدول، طبقا لمكونات البعد وتعدد نقاط القوة فيه، كما لا يشترط أن تكون نقطة القوة في دولة ما، هي نقطة القوة ذاتها في دولة أخرى.
ويعتبر هذا المؤتمر فرصة لعرض المنتجات العسكرية المصرية العربية الحديثة أمام كل الدول فضلا عن اعتبار الصناعات الدفاعية أحد أهم موارد الاقتصاد للعديد من دول العالم يتم فيه عقد صفقات وعقود تسليح والأهم من ذلك هو إبرام عقود تصنيع مشترك لبعض الأسلحة.
وإذا كانت مؤسستا الرئاسة والعسكرية في مصر تحرصان على نشر مفاهيم الأمن القومي ومواجهة الفكر المنحرف تارة واعتماد إستراتيجية كاملة لمواجهة التنظيمات الإرهابية والجماعات التكفيرية تارة أخرى، فإن دلالة انعقاد معرض الصناعات الدفاعية والعسكرية تأتي انطلاقا من سباق التسلح العالمي المتلازم معه سياسة تقييد التسلح على دول المنطقة العربية، وتطوير جوانب القوة للجيوش العربية وتقوية جوانب الضعف واستغلال المزايا الخاصة التي تنفرد بها كل دولة من خلال وضع سياسة قومية شاملة تأخذ في اعتبارها مستجدات العصر عالميا وإقليميا، أخذا في الاعتبار أن جوهر نظرية الردع هو الاحتفاظ بقدرة لا يمكن احتمالها تعتمد على القدرة على إلحاق الضرر بالمعتدين في أي وقت واستيعاب أي هجوم مفاجئ.
والذي يشتمل علي المرتكزات التالية:
أ - استخدام القوة المسلحة.
ب - الهجوم كوسيلة لاحتواء الخصم.
ج - امتلاك قدرات دفاعية هجومية.
د - الاستخدام الموقوت للإمكانات والموارد المتاحة.
وإذا كانت سائر المصطلحات والمفاهيم حول قدرات الجيوش الدفاعية قد تغيرت بتغير أشكال وأنواع الحروب المعاصرة فإن القوات المسلحة المصرية طبقت رؤيتها الاستراتيجية على أرض الواقع بعدد من الإستراتيجيات المتنوعة من بينها المشروعات الضخمة واقتلاع جذور الإرهاب ومواكبة نظم الدفاع العالمية واستغلال قدراتها البشرية في تطوير منظومتها الدفاعية.
كما أن موعد الثالث من ديسمبر لم يكن على سبيل المصادفة، فقد أعلن عن استضافة مصر لهذا الحدث المهم منذ عام تقريبا، في توقيت مقارب لإعلان تقرير مؤسسة «جلوبال فاير» العالمية عن تصنيفات جيوش العالم، والذي أعلن عن تراجع ترتيب الجيش المصري عالميا مرتبتين، رغم الإشادة بالتطور الفعال والسريع للجيش المصري وامتلاكه أحدث المعدات البرية والبحرية والجوية التي أحدثت نقلة نوعية كبيرة في ترسانته العسكرية.