متى بدأ طب الأسنان؟
عندما تشعر بألم في أسنانك، أو بأي مشكلة أخرى تتعلق بالأسنان، فلابد أنك تريد حل هذه المشكلة بأسرع ما يمكن!
ولكن، هل تعلم ان الإنسان القديم كان يشعر بهذا الألم نفسه، وربما أكثر. والذي يمكن قوله، عمليا، أن هذا الطب قد بدأ منذ بداية الحضارة البشرية، فقد ظهر أطباء الأسنان بالتزامن مع البدايات الأولى لظهور الأطباء!
والحقيقة، ان بعض الوثائق التي تم العثور عليها من إحدى الحضارات القديمة، تتضمن 52 قاعدة حول العناية بالأسنان، بما فيه، كيفية تبييض الأسنان وإزالة رائحة الفم.
ومن المؤكد، انه لم تكن هناك بعد المعرفة الكافية حول الأسنان وكيفية معالجتها، فقد وُجد في اليونان القديمة، مثلا، ومنذ حوالي 2500 سنة، (أطباء أسنان) يقومون باستخراج الأسنان المصابة فقط، دون القيام بأي عمل آخر، وبقي هذا مستمرا على هذا النحو حتى العام 1400 ميلاديا.
وبالإضافة الى ذلك، فلم يكن لدى أطباء العصور القديمة اي طريقة لوقف ألم الأسنان. أما في العصور الحديثة (200 سنة تقريبا) كان الأطباء يستخدمون السكين الساخنة لوضعها على اللثة بهدف تخفيف وجع السّنّ! أما التجويفات التي كانت تظهر في الأسنان، فقد تم حشوها لأول مرة في العصور الوسطى.
وكانت هذه الحشوات الأولى تُصنع من الشمع والمواد الصمغية. ثم استخدمت فيما بعد المعادن، لاسيما الرصاص والذهب على شكل وريقات تلف وتحشى بها الأسنان. وبالمناسبة، يمكن القول ان فرشاة الأسنان التي نعرفها اليوم، لم تظهر حتى بداية العام 1498، وكان ذلك خلال قيام أحد أطباء الأسنان الصينيين بابتكار فرشاة للعائلة الملكية. ثم انطلقت عملية ممارسة مهنة طب الأسنان بمجرد الخبرة او الممارسة.
إلى أن ظهرت عام 1840 أولى كليات تعليم طب الأسنان (كلية بالتيمور لجراحة الأسنان). وكان ذلك الانطلاقة الأولى لبداية مهنة طب الأسنان على أصولها الموجودة حاليا.
أما اليوم فيحتاج الشخص الى تمضية ثلاث أو أربع سنوات في احدى كليات الطب، كطالب مبتدئ ومن ثم الالتحاق بمدرسة طب الأسنان لمدة 4 سنوات ليصبح طبيبا معترفا به!
(من كتاب: قل لي كيف؟ ومتى؟ ـ ترجمة وتعريب: محمد خليل فرحات)