كيف تتم عملية العطس؟
لسبب ما غريب، اعتبرت عملية العطس لفترة طويلة اكثر من كونها عملا طبيعيا، فكل الافكار والاساطير التي شاعت حول العطس اعتبرت ان له مغزى خاصا.
العطس في حقيقة الامر هو عملية اخراج الهواء من الانف والفم، انه عمل انعكاسي، او فعل منعكس، ويحدث من دون ارادة.
ويحدث العطس عندما تتهيج الاطراف العصبية للغشاء المخاطي للانف، ويمكن ان يحدث ايضا ـ وهذا شيء غريب ـ عندما يثار عصبنا البصري بواسطة ضوء براق، كأن ينظر احدنا الى الشمس مثلا!
والتهيج الذي يسبب العطس قد يكون نتيجة لانتفاخ الغشاء المخاطي للانف، كما يحدث عندما نصاب بالزكام، وقد يكون نتيجة لدخول اجسام غريبة نوعا ما الى الانف، او قد يكون نتيجة الحساسية، فعملية العطس اذن هي محاولة من الجسم لطرد الهواء للتخلص من الاجسام المهيجة.
مع ذلك، فقد كان الناس يتعجبون في العصور الاولى من العطس، وكان ـ عالميا ـ يعتبر نذير شؤم من نوع ما، فاليونانيون والرومانيون والمصريون اعتبروا العطس كتحذير في اوقات الخطر، وكطريقة للتنبؤ بالمستقبل، فاذا عطست الى اليمين فإنه يعتبر حسن طالع والى اليسار فإنه سوء طالع!
اما الرومان فقد اعتقدوا ان الشخص يطرد الارواح الشريرة عندما يعطس، وهكذا فإن كل شخص حاضر سيقول «حظا سعيدا لك» بعد ان تعطس، املا في ان مجهود طرح الارواح سينجح!
واعتقدت الشعوب البدائية ان العطس هو علامة اقتراب الموت! لذلك عندما يعطس اي شخص يقولون له «ليساعدك الله» لأنه يكون في خطر!
وخلال القرن السادس، كان هناك وباء في ايطاليا، فأمر البابا جريغوري العظيم ان تقام الصلوات ضد.. العطس!
اما نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم فقد امر بـ «تشميت» العاطس، اي القول له «يرحمك الله» بشرط ان يقول بعد العطس «الحمد لله» لأن ذلك من آداب المعاملة في الاسلام، ما أجمل الاسلام واعظمه.(من كتاب: كنز العلوم ـ مجدي سيد عبدالعزيز)