دارين العلي
كشفت وزارة الكهرباء والماء مؤخرا النقاب عن توجه لديها لانشاء محطات شحن للسيارات العاملة على الكهرباء او ما يسمى بالسيارات ذات الانبعاث المعدوم تمهيدا لاستقدامها وتشجيعا لاستخدامها بما يساهم في التقليل من العبء البيئي.
ولعل توجه الوزارة هذا والذي يستهل بدراسة إصدار لائحة الشروط والقواعد الواجب تطبيقها لإنشاء محطات لشحن السيارات الكهربائية بالتعاون مع الهيئة العامة للصناعة وإحدى شركات السيارات، يعتبر مكملا لمساعي الهيئة العامة للبيئة والتي عملت منذ اكثر من عام على ارسال مخاطبات لجهات الدولة المختصة لاتخاذ اجراءات لتشجيع سكان الكويت على استخدام المركبات ذات الانبعاث المعدوم وفقا لما أكده لـ«الأنباء» مدير ادارة جودة الهواء في الهيئة العامة للبيئة أيمن بوجبارة.
وفي حين تؤكد الوزارة على لسان وكيلها المساعد للشؤون الادارية م. محمد الشرهان ان هذا التوجه يصب في خانة اهتمامها بتطبيق قانون البيئة المعتمد من الدولة، ترى الهيئة العامة للبيئة ان هذا التوجه في حال تطبيقه في الدولة سيساهم في خفض الملوثات التي تسببها عوادم السيارات والتي تقدر بنسبة ٥٠%من اجمالي الانبعاثات التي تصدر عن الانشطة البشرية.
وفي هذا السياق يقول م. محمد الشرهان ان وزارة الكهرباء ستبدأ من نفسها بحكم اشتراكها بالمسؤولية عن حماية البيئة وفق القانون الذي يهدف إلى الحفاظ على بيئة نظيفة وذلك عبر انشاء نقاط لشحن السيارات داخل أسوار مبنى الوزارة الرئيسي حيث تخطط لاستخدام السيارات ذات الانبعاث المعدوم بنسبة ٥% من إجمالي السيارات التي توفرها الوزارة لموظفيها عبر عقودها باعتبارها سيارات صديقة للبيئة وموفرة لموارد الطاقة.
ويقول الشرهان ان هذه السيارات باتت جاذبة للاقتناء من قبل كثير من الناس بعد ان تطورت بشكل كبير في ظل التطور المتسارع في مجال الصناعة والتكنولوجيا التي سمحت بتحول السيارات العاملة بالوقود إلى سيارات تعمل بالكهرباء صديقة للبيئة.
أما الهيئة العامة للبيئة فيؤكد مدير ادارة جودة الهواء فيها أيمن بوجبارة أنها تقدر المبادرة التي ستنفذها وزارة الكهرباء والماء لانشاء محطات لشحن السيارات الكهربائية والذي بدوره سيقلل من الانبعاثات التي ستصدر من المركبات اثناء التنقل بين مرافق الوزارة، مشددا على ان الهيئة تدعم جميع النشاطات والمشاريع والاجراءات والسياسات التي تحد من انبعاث الملوثات الى الهواء الخارجي.
وفي هذا المجال قال ان الهيئة العامة للبيئة ناقشت منذ عام تقريبا امكانية دعم استخدام السيارات ذات الانبعاث المعدوم (الكهربائية) لتشجيع سكان الكويت على استخدامها بعد الوصول لنتائج توصلت لها احدى افضل الجامعات في العالم والمختصة بدراسة جودة الهواء عن مساهمة المركبات بالكويت بانبعاث ملوثات تصل احداها الى ٥٠% من اجمالي الانبعاثات التي تصدر عن الانشطة البشرية بعد الغاء النسبة التي تساهم بها العوامل الطبيعية.
وأوضح ان الهيئة اعدت في ذلك الوقت مخاطبات لجهات الدولة المختصة لاتخاذ اجراءات لتشجيع سكان الدولة على استخدام المركبات ذات الانبعاث المعدوم، ومنها إلغاء الضريبة عن هذه السيارات وتخصيص حارة مخصصة في الخطوط السريعة لتلك المركبات، وتشجيع محطات الوقود على توفير وحدات الشحن السريع، وحث شركات المواقف العمومية على توفير مواقف مخصصة للسيارات ذات الانبعاث المعدوم مزودة بوحدات شحن تستمد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية، بالاضافة الى مقترحات اخرى بشأن اساطيل النقل العام وهذا من شأنه تقليل الانبعاثات الى الهواء الخارجي وتحسين جودته.
وحول مدى امكانية تطبيق هذا التوجه ومدى قبول الشارع للتعامل مع هذا النوع من السيارات، يظهر من خلال استفتاء اجرته «الأنباء» بين المواطنين والمقيمين ان هناك تشجيعا للحاق بركب التطور التكنولوجي في مجال السيارات بما يخدم البيئة العامة الا انه وفي الوقت نفسه هناك تخوف كبير من قبل الاغلبية المستفتاة، من التكلفة المرتفعة لهذه السيارات بدءا من ثمنها ووصولا الى صيانتها وكلفة تزويدها بالطاقة في ظل ارتفاع سعر تكلفة انتاج الطاقة.
ويقول مصطفى العجمي ان هذه السيارات ربما تشكل حلا للتلوث الناتج عن عوادم السيارات وخصوصا في اوقات الذروة، الا انها بحاجة لان تكون مدعومة من الحكومة لضمان انتشارها سواء في ثمنها او صيانتها وذلك بالاتفاق مع شركات السيارات.
من جهته، يعتبر محمد السعد ان اقتناء هذه السيارات وتعميم هذه التجربة بشكل تجاري وعلى نطاق واسع يحتاج لدراسة وافية تأخذ بعين الاعتبار ثمن السيارة وحجم القدرة الشرائية للأغلبية بحيث لا ترتفع كلفتها كثيرا عما هو متواجد في سوق السيارات، لافتا الى ان الوفر البيئي الذي يمكن ان تحققه هذه السيارة يجب ان يتناسب مع التكلفة الاقتصادية المترتبة عبرها.
بدورها، شجعت اسراء العلي على هذه الخطوة، لافتة الى ان انتشار السيارات العاملة على الكهرباء يتطلب وعيا بيئيا بأهمية استخدامها، لافتة الى انه لابد من وجود محفزات وخدمات خاصة بهذه السيارة لتشجيع المواطنين والمقيمين على استخدامها واقتنائها بدلا من السيارات العاملة على الوقود.
مقترحات لزيادة استخدام السيارات الكهربائية
اقترحت الهيئة العامة للبيئة عدة نقاط لتشجيع استخدام السيارات معدومة الانبعاثات ومنها:
ـ إلغاء الضريبة عن هذه السيارات .
ـ تخصيص حارة لها في الخطوط السريعة.
ـ توفير وحدات الشحن السريع في محطات الوقود.
ـ توفير مواقف مخصصة بوحدات شحن تستمد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية في شركات المواقف العمومية.