دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو امس من القاهرة دول الشرق الأوسط إلى تجاوز «الخصومات القديمة» لمواجهة إيران.
وقال في خطاب ألقاه في الجامعة الأميركية في القاهرة لعرض استراتيجية إدارة الرئيس دونالد ترامب في الشرق الأوسط: «واشنطن تأمل في تأسيس تحالف يجمع دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن».
وشدد وزير الخارجية الأميركي على ان الولايات المتحدة لن تغادر الشرق الأوسط قبل هزيمة الإرهاب بالكامل، مؤكدا ان السعودية ودول الخليج تبرعوا بكل كرم للاجئين في سورية.
وأعلن بومبيو أن بلاده ستواصل العمل من خلال «الديبلوماسية» مع حلفائها من أجل «طرد» الإيرانيين من سورية حتى بعد انسحاب الجنود الأميركيين من البلاد.
وتعهد بومبيو من جهة أخرى، بأن تواصل واشنطن العمل على أن «تحتفظ إسرائيل بالقدرات العسكرية» التي تمكنها من «الدفاع عن نفسها ضد نزعة المغامرة العدوانية للنظام الإيراني».
وأشاد وزير الخارجية الأميركي بالجهود التي يبذلها الرئيس عبدالفتاح السيسي لمواجهة التطرف، معربا عن شكره للرئيس السيسي لـ «شجاعته».
وأكد أن مصر كانت دائما بلد السعي نحو تحقيق الآمال، مشيرا إلى التزام بلاده في عهد الرئيس دونالد ترامب بالسلام والازدهار والاستقرار والأمن بمنطقة الشرق الأوسط.
وجدد وزير الخارجية الأميركي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصري سامح شكري موقف بلاده من الانسحاب من سورية، والاستمرار في الوقت ذاته بمواجهة تنظيم داعش الإرهابي.
وأوضح بومبيو، أنه لا تناقض بين الانسحاب من سورية والاستمرار في مواجهة «داعش».
وشدد على أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اتخذ قرارا بشأن الانسحاب وهذا ما سيتم.
وأضاف نحن سنسحب قواتنا من سورية وسنستمر في مواجهة داعش.
بدوره، أعلن سامح شكري، انعقاد اجتماع بصيغة 2+2 (وزيرا الدفاع والخارجية) بين بلاده وأميركا قبل نهاية 2019 (دون تحديد موعد)، لمناقشة التعاون الاستراتيجي وتطورات الأوضاع في المنطقة.
وأوضح شكري، ان العلاقات المصرية ـ الأميركية ساعدت على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي وقت سابق من أمس، أجرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، جلسة مباحثات مع بومبيو، للتنسيق والتشاور بشأن القضايا السياسية والأمنية بالمنطقة.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي حرص مصر على تعزيز أطر التعاون الثنائي وتعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية الممتدة مع الولايات المتحدة لدورها المحوري في دعم الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، وكذا التطلع لتعظيم التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية ذات الاهتمام المشترك.
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، في تصريح صحافي امس، ان الرئيس السيسي أعرب عن ترحيبه بلقاء وزير الخارجية الأميركي، ناقلا تحياته إلى الرئيس «دونالد ترامب».
وأضاف المتحدث الرسمي أن الجانبين استعرضا مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، حيث أكد الرئيس السيسي موقف مصر الثابت في هذا الخصوص بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية، معربا عن حرص مصر على التعاون مع الولايات المتحدة لبحث سبل إحياء ودفع عملية المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية.
من جانبه، نقل «بومبيو» بالمقابل تحيات الرئيس الأميركي إلى الرئيس السيسي، مهنئا مصر بالافتتاح المتزامن لكل من مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح، والذي يعكس الجهود المصرية لتدعيم المبادئ الراسخة من تآخٍ وتعايش، ومشيدا في ذات السياق بجهود الرئيس لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في مصر، الأمر الذي تجلى في الطفرة التنموية الملحوظة التي تشهدها البلاد.
كما أكد وزير الخارجية الأميركي اهتمام بلاده بتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع مصر، وكذا تكثيف التنسيق والتشاور المشترك حول قضايا الشرق الأوسط، وذلك في ضوء الثقل السياسي والريادة التي تتمتع بها مصر في محيطها الإقليمي، بما يساهم في تحقيق الاستقرار المنشود لكل شعوب المنطقة.
وأوضح المتحدث الرسمي، أن اللقاء تطرق إلى ملف مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث أكد الرئيس في هذا السياق إصرار مصر حكومة وشعبا على مواصلة جهودها الحثيثة لمواجهة ودحر تلك الآفة، وتقويض خطرها أمنيا وفكريا، مشددا في هذا الصدد على أهمية استمرار التنسيق والتعاون المشترك مع الولايات المتحدة على كل الجوانب لتدعيم تلك الجهود. وتابع المتحدث قائلا: إن وزير الخارجية الأميركي أشاد من جانبه بنجاح الجهود المصرية الحازمة والحاسمة في هذا الإطار خلال الفترة الماضية، معربا عن دعم بلاده لتلك الجهود، ومؤكدا أن مصر تعد شريكا مركزيا في التصدي لتحدي الإرهاب العابر للحدود.
وأوضح السفير بسام راضي أن اللقاء شهد كذلك التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية، لاسيما تطورات الأوضاع في كل من ليبيا وسورية واليمن، وجهود التوصل إلى تسوية سياسية لتلك الأزمات بما يحافظ على وحدة أراضيها وسلامة مؤسساتها الوطنية ويقوض تفشي الفوضى بها ويقطع الطريق أمام تحولها إلى مناطق نفوذ لقوى خارجية، وكذلك يوفر الأساس الأمني لمكافحة التنظيمات الإرهابية ومحاصرة عناصرها للحيلولة دون انتقالهم إلى دول أخرى بالمنطقة.