غايوس «كاتب سير القياصرة»
كان سويتونيوس مؤرخا رومانيا عمل مع بلينوس الأصغر في بيثينيا، ثم اصبح سكرتيرا خاصا للامبراطور هادريانوس 117-138 وأتاح له هذا المنصب الاخير الاطلاع على كل السجلات السرية في روما، وبخاصة في الدوائر الحكومية. وقد استخدم مهارته الفذة في كتابة سير القياصرة الاثنى عشر الأوّل.
مبتدئا بيوليوس قيصر، وهي سير فظة، غير ودية اجمالا، نابضة بالحياة، وربما كانت صحيحة ودقيقة في الكثير من تفاصيلها. فضلا عن كونها شيقة، جدا ومسلية، وفي احيان مرعبة.
ومهما يكن من امر فإنها تستحق القراءة لأنها تظهر الرجال الاثنى عشر جميعا قبل اي شيء آخر، كائنات بشرية يشكون من الضعف نفسه الذي يشكو منه كل شخص.
يوفراتُسْ «فيلسوف من صور»
عُرف هذا الفيلسوف الصوري بلقب «الفم الذهبي» لبلاغته وحسن حديثه، وقد اشار إليه المؤرخ الروماني بلينوس الأصغر في رسائله بأنه نموذج للعظماء الذين عرفهم، وقال يصفه: «لما كنت شابا أؤدي خدمتي العسكرية قُدر لي أن أعرفه جيدا، وقد زرت بيته، وعانيت مشقة حتى كسبت عطفه، مع ان ذلك لم يكن ضروريا لأنه كان يرحب بجميع الناس، ومعروف بملء الدماثة والرقة.
ومن الواضح لمعلوماتي المحددة ان يوفراتس يتمتع بمواهب كثيرة بارزة يستطيع ملاحظتها حتى أبناء الشعب ذوو الثقافة المتوسطة.
فهو مهذب في النقاش، عميق التفكير، يحسن اختيار كلماته، بحيث يبدو لديه غالبا شيء من سمو أفلاطون وغناه، وهو يتحدث ببداهة حول عدة مواضيع، مع سحر خاص يستطيع به ان يأسر أشد السامعين معارضة، ويقنعه، إنه يعيش حياة لا مأخذ عليها مطلقا، مع حفاظه على إنسانيته الكاملة. انه يشجب الرذائل، لا الأشخاص، ويعمل لإصلاح صانعي الشر بدلا من العمل على معاقبتهم، ويمكنك ان تتابع تعاليمه بإصغاء منتش وتبقى حريصا على أن يبقى متابعا لحديثه حتى بعد أن تقتنع بآرائه.
ويمضي بلينوس الأصغر قائلا ان بومبيوس جوليانوس، والد زوجة يوفراتس - وكان من أبرز المواطنين في الولاية - لم يختر احدا من النبلاء الذين تقدموا لطلب يد ابنته بل اختار يوفراتس لتميزه بعلمه لا بمقامه الرسمي.
(من كتاب: صانعو التاريخ ـ سمير شخياني)