- الهاجري: اتفاقية الحماية استطاعت توفير الحماية للكويت من التحرشات العثمانية المستمرة
- الحراك السياسي والتأثر بالمحيط العربي من أهم أسباب حصول الكويت على استقلالها
- العجمي: الاتفاقية كانت نجاحاً سياسياً كبيراً للشيخ مبارك الصباح الذي أدرك أهمية النفوذ الإنجليزي
- التغيرات العالمية وتراجع الثقل البريطاني وزوال الخطر العثماني أدت إلى إلغاء الاتفاقية
- القحطاني: بريطانيا عقدت الاتفاقية حتى تبعد الدول الأوروبية عن منطقه الخليج وخاصة ألمانيا
- الاتفاقية ظلت سرية حتى عام 1903 ثم أعلنت بشكل رسمي في مجلس العموم البريطاني
- القناعي: اتفاقية الحماية مكّنت بريطانيا من السيطرة على شواطئ الخليج وتأمين طريق التجارة من وإلى الهند
ثامر السليم
تصادف اليوم ذكرى مرور 120 عاما على توقيع اتفاقية الحماية البريطانية للكويت التي أبرمها الشيخ مبارك الكبير مع المعتمد البريطاني المقدم مالكوم جون ميد عام 1899، والتي ساهمت في ازدهار ونمو الكويت بعيدا عن الصراعات، بالإضافة إلى توفير قدر كبير من الحماية لها من التحرشات العثمانية المستمرة. وقد عقدت الاتفاقية سرا بين الطرفين في بداية الأمر خوفا من الدول الأوروبية والروس وأن تكون لهم مطامع في دول الخليج عموما والكويت خصوصا، بالإضافة إلى عدم استفزاز الدولة العثمانية أو خلق توتر جديد يعكر صفو الحياة بالكويت.
وقد ساهمت الاتفاقية في تحقيق نجاح سياسي كبير للشيخ مبارك الصباح الذي امتاز خلال تلك الفترة بفهمه لمجريات الأحداث العالمية وإدراكه أهمية النفوذ الانجليزي وفشل الحكم العثماني في المنطقة وقرب سقوطه، بالإضافة إلى أن الاتفاقية شكلت إنجازا مهما سمح بوجود الكويت باعتراف المنظمات الدولية وحققت الاتفاقية لها الحماية.
وبهذه المناسبة التقت «الأنباء» عددا من أساتذة قسم التاريخ في جامعة الكويت للحديث عن الاتفاقية وكيف أسهمت في توطيد وازدهار العلاقات بين البلدين ومردودها في مختلف النواحي. وفيما يلي التفاصيل:
في البداية أكد رئيس قسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة الكويت د.عبدالله الهاجري أن اتفاقية الحماية التي أبرمت عام 1899 استطاعت توفير قدر من الحماية للكويت من التحرشات العثمانية المستمرة، وكانت كذلك فرصة لإيقاف نفوذ الدول الاستعمارية، والتمهيد لجعل الكويت تنمو، بعيدا عن هذه الصراعات بشكل آمن مستقر، لافتا إلى ان المصادر تشير إلى أن قنصل البصرة البريطاني قام باستعداء بريطانيا على الشيخ مبارك الكبير حيث أرسل يقول «وجود الشيخ مبارك على رأس السلطة لا يخدم المصالح البريطانية» لذا سعى الشيخ مبارك الكبير إلى مقابلة المقيم البريطاني في بوشهر الكولونيل مالكوم جون ميد، وأجرى معه مفاوضات، مبديا رغبته في مزيد من التقارب، طالبا عقد اتفاقية حماية، حيث إن بريطانيا هي التي حرصت على أن تبقى الاتفاقية سرية بسبب عدم رغبتها في إثارة الدولة العثمانية، أو خلق توتر جديد بينها وبين القوى الأوروبية.
استقلال الكويت
وعن أهم الأسباب التي عجلت بحصول الكويت على الاستقلال قال الهاجري ان الوضع الداخلي والحراك السياسي المستمر الذي شهدته الكويت تأثرا بما يجري في محيطها العربي لاسيما من قبل الحركات القومية وكذلك شخصية الشيخ عبدالله السالم الاستقلالية والذي كان يشهد له بنشاط سياسي مميز وبمواقف داعمة للاستقلال كما ان النفط الذي بدأ يجذب مزيدا من القوى المتنافسة وظهور قوى جديدة على رأسها الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وقدرتهما على تحمل تكاليف وبقاء جيوش عسكرية لا تستطيع بريطانيا وحدها تحملها بالإضافة الى ان شعور بريطانيا بأنها أصبحت دولة تعاني تبعات حرب كبرى هي الحرب العالمية الثانية خلال الفترة 1939 ـ 1945، والتي خرجت منها منهكة القوى ومثقلة بالديون وفاقدة لأهم مستعمراتها وهي الهند وأيضا شخصية الزعيم المصري جمال عبدالناصر، والضغوط التي كان البريطانيون يتعرضون لها في معظم الدول التي كانوا يتواجدون بها ومع اشتداد حراك الحركات الاستقلالية والقومية اضافة الى قرارات الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية عام 1960 بمنح المستعمرات الاستقلال وحق تقرير المصير.
نجاح سياسي
من جانبه قال العميد المساعد للشؤون الأكاديمية ورئيس مركز اللغات في كلية الآداب بجامعة الكويت، د.عبدالهادي العجمي ان الاتفاقية كانت نجاحا سياسيا كبيرا للشيخ مبارك الصباح الذي امتاز بميزة عن الحكام المحليين في تلك الفترة وهي فهم مجريات الاحداث العالمية وإدراكه لأهمية النفوذ الانجليزي وفشل الحكم العثماني في المنطقة وقرب تهاويه وسقوطه، مشيرا الى ان الاتفاقية شكلت إنجازا مهما سمح بوجود الكويت باعتراف المنظمات الدولية وكذلك حققت لها الحماية.
بداية سرية
وأشار العجمي الى ان الاتفاقية في بدايتها كانت سرية لاعتبارات مرتبطة بالطرف البريطاني وعدم رغبته باستفزاز العثمانيين في تلك المرحلة، مشيرا الى ان التغيرات العالمية دفعت لإلغاء الاتفاقية ولم يكن لها وجود مستفز للكويت داخليا طوال فترتها ولكن تراجع الثقل البريطاني وزوال الخطر العثماني ومع كل تلك المعطيات وأهمها القدرة على الوقوف والاستقلال دفعت لإلغاء الاتفاقية.
علاقة قوية
بدوره، ذكر عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ في كلية الآداب د.حمد القحطاني ان الاتفاقية عقد بين الشيخ مبارك والكولونيل ميد المقيم السياسي البريطاني في الخليج العربي في بوشهر وتعتبر من أهم الاتفاقيات التي وقعت مع إمارة الكويت قبل الاستقلال وأبرمت عندما أدرك الشيخ مبارك خطورة الامر وخاصة بعد تهديدات الدولة العثمانية للكويت واراد أن يكون علاقة سياسية قوية مع حكومة بريطانيا ويدل ذلك على استقلال الكويت في تلك الفترة ولم تعد تابعة للدولة العثمانية الا من ناحية اسمية فقط وكذلك بريطانيا عقدت الاتفاقية حتى تبعد الدول الأوروبية عن منطقة الخليج العربي وخاصة ألمانيا.
وعن إيقاف المد العثماني قال القحطاني ان الشيخ مبارك ادرك خلال الفترة من 1896 ـ 1915 خطورة الأوضاع السياسية في نهاية القرن التاسع عشر والعشرين وان هناك تنافسا روسيا وألمانيا لعقد اتفاقية مع الكويت، لافتا الى ان الدولة العثمانية هددت الشيخ مبارك في بداية حكمه وكونت قوة عسكرية في مدينة البصرة لاحتلال الكويت عام 1896 ولكن الشيخ مبارك استطاع دبلوماسيا ان يمنع تلك الحملة العسكرية ومن هنا ادرك انه لابد من عقد اتفاقية مع بريطانيا للحد من تلك التهديدات.
بريطانيا وروسيا
وأشار الى ان الاتفاقية ظلت سرية حتى 1903 والتي أعلنت بشكل رسمي في مجلس العموم البريطاني وتعود سريتها الى ان بريطانيا كانت لا تريد ان تصطدم بالحكومة الروسية والألمانية وتعترض على بريطانيا وأحداثها متغيرات في منطقة الخليج العربي وكذلك كانت بريطانيا لا تريد اي إثارة سياسية او عسكرية عثمانية، وحول أسباب الغاء الاتفاقية، قال ان الكويت حصلت على استقلالها في 19 يونيو 1961 وهناك أسباب أدت الى إلغاء الاتفاقية، منها ان الكويت أصبحت قادرة على إدارة الإمارة بتأسيس الدوائر الحكومية وأسست المجلس التشريعي 1938 فهي إمارة ديموقراطية وكذلك تأسيس شركة نفط الكويت 1934 وتصديره يونيو 1946 فأصبحت دولة اقتصادية نفطية وأيضا تأسيس المجالس الإدارية المختلفة مثل المجلس الأعلى 1956 ومجلس الإنشاء 1952 كما كان للشيخ عبدالله السالم دور منذ ان تولى الحكم في 25 فبراير 1950 بالضغط على بريطانيا لاستقلال الكويت، بالإضافة الى انضمام البلاد الى الجامعة العربية والأمم المتحدة، بالإضافة الى ان حكومة بريطانيا أكدت أن إمارة الكويت قادرة على إدارة نفسها وان الوقت قد حان لإلغاء اتفاقية 1899.
أخطار إقليمية
من ناحيته، قال استاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب في جامعة الكويت د.أحمد القناعي ان اتفاقية 23 يناير 1899 تعتبر من أهم الاتفاقيات في تاريخ الكويت الحديث، حيث تعتبر بداية مختلفة للكويت في علاقتها مع بريطانيا، ومكنت بريطانيا من استكمال حلقة سيطرتها على شواطئ الخليج العربي، والتحكم فيه وزادت قوتها في مواجهتها المستمرة مع الدولة العثمانية، وأيضا تأمين طريق التجارة من وإلى الهند التي كانت تعتبر جوهرة التاج البريطاني في ذلك الوقت، ورغم أن هذه الاتفاقية قد عملت على تقييد حرية الكويت في سياستها الخارجية، فإنها وضعت حدا للتطلعات الروسية والألمانية في المنطقة، كما انها برزت على ساحة العلاقات الدولية في وقت مهم أبعد عن الكويت بعض الأخطار الإقليمية، وتمت الترجمة الفعلية لقوة علاقة الكويت واستمراريتها مع بريطانيا أثناء الحرب العالمية الأولى من خلال تأييد الكويت لبريطانيا ودول الحلفاء ضد الدولة العثمانية.
وأشار القناعي الى ان سياسة الدولة العثمانية كانت غير مستقرة في شبه الجزيرة العربية خاصة في نهاية القرن العشرين، وكان لها موقف سلبي من التقارب البريطاني مع الكويت مما دفعها في عام 1901م الى ارسال الباخرة «زحاف» إلى المنطقة في محاولة منها لإرسال رسالة شديدة اللهجة تعلن فيها رفضها لذلك التقارب، مما دفع الشيخ مبارك الصباح لطلب مقابلة المقيم البريطاني في منطقة الخليج العربي لوضع حد لهذه التجاوزات العثمانية، لم تكتف الدولة العثمانية بذلك بل أقدمت عام 1902 على ارسال مجموعة من القوات للسيطرة على جزيرة بوبيان، والاستيلاء على منطقة أم قصر، وعلى الرغم من كل هذه التجاوزات العثمانية فقد حرص الشيخ مبارك الصباح على عدم قطع العلاقة أو الاساءة للدولة العثمانية، بل آثر الاحتفاظ بما تبقى من علاقة ايجابية معها، وقد تجلى ذلك من خلال تقديمه لبعض المساعدات للدولة العثمانية، منها على سبيل تقديم المساهمة المادية لعلاج آثار حريق الاستانة عام 1904، والدعم المادي في حرب طرابلس عام 1911.
الظروف المحلية والدولية
وتابع: الاتفاقيات الدولية تكون عادة محكومة بالظروف المحلية والإقليمية السائدة وقت توقيعها، وقد يكون الحرص على بقاء الاتفاقية سرية عدم رغبة بريطانيا في الصدام المبكر مع الدولة العثمانية ومحاولة تجنب ما يمكن أن يؤثر على السياسة البريطانية في الخليج العربي وتجنيب الكويت أي موقف عدائي مع العثمانيين، لافتا الى حدوث العديد من التطورات خلال النصف الأول من القرن العشرين وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية مهدت لتهيئة الظروف المناسبة لإلغاء اتفاقية 1899، منها ان بريطانيا لم تعد كما كانت تمتلك من القوة الاقتصادية والعسكرية ما يؤهلها للاستمرار في سياساتها السابقة وبروز الولايات المتحدة كقوة منافسة للاتحاد السوفييتي، بالإضافة الى الوعي القومي العربي، خصوصا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الموقف البريطاني من القضايا العربية المصيرية، وخاصة القضية الفلسطينية.
وزاد: وانعكس ما حدث في بعض الأقطار المجاورة على الوضع الداخلي، واتجاهات الرأي العام بالكويت بالإضافة الى الصحف والمجلات التي لعبت دورا محوريا في زيادة الوعي السياسي وكان لظهور النفط في المنطقة تأثير واضح على العديد من الجوانب بما فيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكان الدور البريطاني السلبي تجاه بعض هذه التطورات غير متوافق مع تطلعات النخب المثقفة في المجتمع الكويتي آنذاك مما مهد لإلغاء تلك الاتفاقية.
الدويسان: أكبر بعثة كويتية بالعالم موجودة في لندندافنبورت: ملتزمون بالتعاون الأمني والدفاعي مع الكويت
لندن ـ كونا: تحتفل الكويت والمملكة المتحدة اليوم بالذكرى الـ120 لاتفاقية الحماية البريطانية التي أبرمت في عهد حاكم الكويت المغفور له الشيخ مبارك الصباح الذي أدرك بثاقب بصيرته مع تسارع الأحداث في المنطقة حينها حجم التهديدات على الكويت وسط صراع القوى الإقليمية والدولية.
وبهذه المناسبة يستعد البلدان الصديقان لإقامة احتفالية كبيرة في عاصمتي البلدين حيث من المقرر أن تستضيف لندن احتفالية يشارك فيها كبار المسؤولين البريطانيين والكويتيين في منتصف العام الحالي.
وفي هذا الإطار قال عميد السلك الديبلوماسي سفيرنا لدى المملكة المتحدة خالد الدويسان لـ«كونا» أمس إن الاحتفالية التي ستقام في لندن لم يتم الاتفاق على تاريخ محدد لها حتى الآن بيد أنه أشار إلى أنها ستكون في منتصف هذا العام، مضيفا أن علاقات البلدين الصديقين تزداد متانة وقوة عاما بعد آخر على الصعد كافة مشيرا إلى أن هناك رغبة مشتركة لدى قيادات البلدين في تعزيزها ونقلها إلى مستويات أرحب لتشمل كل أوجه التعاون.
وأكد أن زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد للمملكة المتحدة عام 2012 كان لها أكبر الأثر في تعزيز الروابط بين البلدين لاسيما مع تتويج الزيارة التاريخية بإنشاء لجنة التوجيه المشتركة.
وذكر أن هذه اللجنة ساهمت بفاعلية في تحقيق طموحات قيادات البلدين وتطلعات الشعبين في حين توصلت اجتماعات اللجنة في فترة وجيزة إلى اعتماد قرارات مهمة أبرزها النظام الإلكتروني لتأشيرة الدخول الذي سهل سفر المواطنين الكويتيين إلى بريطانيا.
ووصف الدويسان العلاقات الكويتية البريطانية بأنها ذات طابع خاص ترتكز على المصالح المشتركة والاستراتيجية التي تربطهما مشيرا إلى أن أكبر بعثة ديبلوماسية كويتية في العالم موجودة في لندن بعدد يصل إلى 44 دبلوماسيا.
ومن جهة أخرى بين أن عدد الطلبة الكويتيين الذين يتلقون تعليمهم في المعاهد والجامعات البريطانية يصل إلى نحو 6700 طالب علاوة على مئات الآلاف من الكويتيين الذين يزورون مختلف المدن البريطانية سنويا سواء للسياحة أو العلاج. وقال إن هذه العلاقة المتميزة التي تعود إلى أكثر من 200 عام توجت بمعاهدة الحماية التي وقعتها الحكومة البريطانية مع حاكم الكويت آنذاك الشيخ مبارك الصباح عام 1899 وسمحت بتوفير الحماية للكويت من الأطماع الخارجية، موضحا أن العلاقة بين البلدين بعد استقلال الكويت عام 1961 لم يطرأ عليها أي تراجع بل على العكس استمرت في منحى تصاعدي على الصعد كافة.
وذكر أن الكويت واجهت الكثير من التحديات بعد استقلالها وكانت أشدها محنة الاحتلال العراقي عام 1990 حين تصدت بريطانيا آنذاك برئاسة رئيسة الوزراء الراحلة مارغريت تاتشر بقوة للاعتداء الغاشم وطالبت العالم باتخاذ موقف حازم تمثل بتشكيل تحالف عالمي لتحرير الكويت في زمن قياسي لم يتجاوز سبعة أشهر.
وعلى صعيد التعاون الاقتصادي، أفاد الدويسان بأن الكويت حظيت بمعاملة استثنائية لم تحظ بها كثير من الدول وذلك عندما تم إنشاء مكتب أول صندوق استثمار عربي في بريطانيا في مطلع خمسينيات القرن الماضي.
وأوضح في هذا الصدد أن مكتب الاستثمار الكويتي كان أول صندوق سيادي يحظى بمعاملة تفضيلية ممثلة بالحصانة السيادية وهي عبارة عن صفة ديبلوماسية منحتها الحكومة البريطانية لمكتب الاستثمار، إضافة إلى الإعفاء الضريبي والتمتع بالخصوصية في الأعمال، مؤكدا أن دور المكتب لم يقتصر على تنمية الاستثمارات في بريطانيا بل ساهم أيضا في تنمية الاقتصاد البريطاني وتعدى ذلك إلى تعميق العلاقات السياسية، معتبرا المكتب أحد أهم المراكز الاستثمارية الرائدة في مجال العقار.
من جانبه، أعرب سفير المملكة المتحدة لدى الكويت مايكل دافنبورت عن سعادته البالغة باحتفال البلدين الصديقين والشريكين بالذكرى الـ120 لمعاهدة الحماية الموقعة عام 1899 تتويجا لعلاقات ديبلوماسية يزيد عمرها على مائتي عام.
وقال دافنبورت إنه «شرف خاص أن يلقي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد كلمة في حفل استقبال ستقيمه وزارة الإعلام بمناسبة هذه الذكرى المهمة للبلدين».
وأضاف أن «معاهدة عام 1899 ساهمت في أخذ العلاقات بين بلدينا إلى مستوى جديد ومهدت الطريق لكي تتطور الكويت بشكل مستقل كدولة خليجية تجارية تستفيد من الدعم والحماية البريطانية»، مشيرا إلى أن بريطانيا والكويت وقفتا جنبا إلى جنب في مواجهة التحديات المشتركة منذ أول انتشار خارجي للقوات الجوية الملكية في الكويت عام 1920 وفي عام 1961 لردع التهديدات العراقية إبان الأزمة العراقية الكويتية آنذاك كذلك قبل 28 عاما لتحرير الكويت من العدوان العراقي.
وبين أن التزام بلاده باستقلال وسيادة الكويت ظل ثابتا حتى بعد انتهاء اتفاقية الحماية عام 1961، مضيفا أن «بريطانيا ملتزمة أكثر من أي وقت مضى بالتعاون الأمني والدفاعي مع الكويت لاسيما من خلال توسيع جهودنا المشتركة لمكافحة الإرهاب والحفاظ على أمن رعايانا».
أكد أنها أسست لعلاقات نموذجية بين البلدين الصديقين
بن ناجي: خطة تلفزيونية وإذاعية باللغتين العربية والإنجليزية للاحتفال بذكرى توقيع المعاهدة
عاطف رمضان
أكد وكيل وزارة الإعلام المساعد لقطاع الأخبار والبرامج السياسية محمد بن ناجي، أن العلاقات الكويتية ـ البريطانية راسخة ومتميزة عبر تاريخ البلدين، منذ توقيع الشيخ مبارك الصباح، طيب الله ثراه، معاهدة الحماية مع بريطانيا في 23 يناير 1899، والتي تمثل نموذجا للعلاقات الثنائية بين الدول، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن وجهات نظر الكويت والمملكة المتحدة متطابقة تجاه مختلف القضايا والملفات الدولية والإقليمية، خاصة ما يتعلق منها بقضايا العنف والإرهاب.
وقال بن ناجي بمناسبة مرور 120 عاما على تأسيس العلاقات الكويتية ـ البريطانية الذي يصادف اليوم، قامت العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين طوال هذه الفترة الزمنية على ترسيخ مبادئ المصالح المشتركة، والتي أكدتها الأحداث التاريخية التي تعرضت لها الكويت، بدءا من استبعاد إمارة الكويت من خريطة تقسيم مناطق النفوذ البريطاني- الفرنسي للمنطقة العربية، والمعروفة باتفاقية سايكس بيكو، حفاظا على استقلال إمارة الكويت من التبعية لأي نفوذ أجنبي، وهو ما أكدت عليه معاهدة الحماية، التي منحت حاكم الكويت آنذاك الشيخ مبارك الصباح، كامل الحرية والصلاحية في إدارة دفة حكم الإمارة دون أي تدخل خارجي.
وأضاف ان العلاقات الكويتية ـ البريطانية ممتدة عبر تاريخ البلدين، حتى قبل عام 1899، ففي العام 1775، تم تحويل طريق البريد الانجليزي القادم من الخليج العربي، من البصرة والزبير إلى الكويت، وأيضا انضمام الكويت للاتفاقية البحرية التي دعت إليها بريطانيا العظمى في ابريل 1841 للعمل على إشاعة الأمن في منطقة الخليج ومحاربة القرصنة البحرية، كما أشار الى أن قيادة البلدين الصديقين، ومنذ العام 1899 حرصت كل الحرص على تنمية وتطوير مجالات التعاون الثنائي بينهما، من خلال الزيارات المتبادلة لقيادتي البلدين طوال العقود الماضية، والتي أكدتها زيارة الدولة التي قام بها صاحب السمو الأمير الى المملكة المتحدة عام 2012، وما حققته من نتائج ترسم طريق تلك العلاقات النموذجية وايضا تشكيل اللجنة المشتركة بين البلدين.
وذكر ان قطاع الأخبار والبرامج السياسية، أعد خطة برامجية خاصة، تواكب الاحتفال بمرور 120 عاما على تأسيس العلاقات الكويتية ـ البريطانية، يأتي في مقدمتها إنتاج فيلم وثائقي، يرصد محطات العلاقات الكويتية ـ البريطانية، منذ عام 1899 وحتى الآن، سيتم عرضه بهذه المناسبة، إلى جانب إنتاج مجموعة من البرامج والتقارير الإذاعية والتلفزيونية المصورة، باللغتين العربية والإنجليزية، سيتم بثها طوال اليوم الثلاثاء.