- مخصصات البعثة للبوردات التخصصية 800 دينار شهرياً وكان يصرف 4360 دولاراً كندياً عندما كان سعر الصرف 183 فلساً وانخفض إلى 3560 مع سعر الصرف الجديد
- البغلي: نود أن نوصل صوت الأطباء المبتعثين للمسؤولين فبدلاً من مكافأتهم يتم خفض معاشاتهم
- جعفر: صرف معاشات البعثة بالكويت يزيد الأمر سوءاً ويحمّل المبتعث تكاليف الحوالات الدولية
- العبيدان: اقتراض المبتعثين يزيد أعباءهم من أجل الإيفاء بالتزاماتهم المالية خلال سنوات الدراسة
- الحلّ في تطبيق «هيئة صحية مستقلة» على دراية تامة بهموم وتطلعات واحتياجات الأطباء
- الكويت تتميز بالوفرة المالية وصناديقها السيادية «مكفية وموفية» فلماذا يعاني الأطباء المبتعثون؟
- الطبيب الكويتي يداوم 75 ساعة أسبوعياً وعندما يحصل على إجازة دورية يتم خصم من 250 إلى 500 دينار من راتبه
حنان عبد المعبود - آلاء خليفة
عرض عدد من الأطباء المبتعثين للخارج عبر «الأنباء» مشاكلهم ومعاناتهم في بلد الابتعاث وأكدوا أنهم يعانون من مشاكل عديدة لا يلتفت اليها احد، أهمها المشاكل المالية بعد خفض قيمة مخصصاتهم المالية بنسبة تجاوز الـ 20%.
وأوضحوا انهم يلجأون الى الاقتراض للإيفاء بالتزاماتهم المالية في بلد الابتعاث مما يشكل عبئا اضافيا عليهم.. وعرضوا في المقابل عدة حلول لمشاكلهم، آملين ان يتم اقرارها والموافقة عليها
وطالبوا الحكومة بإصدار قرارات من شأنها تشجيع الأطباء على الابتعاث واكتساب الخبرات فالكويت في أمس الحاجة الى الأطباء الحاصلين على الشهادات العالمية. وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
خفض المخصصات
بداية، ذكر نائب رئيس اللجنة الطبية في اتحاد طلبة كندا، استشاري العناية المركزة لحديثي الولادة د.فواز البغلي ان «قضية خفض المخصصات المالية للأطباء المبتعثين قضية مهمة، حيث تم منذ اكثر من سنة خفض مخصصات الأطباء المالية بنسبة تجاوزت 20%، مع التعديلات التي حدثت لسياسة صرف المخصصات المالية من مجلس الخدمة المدنية.
وقال نود أن نوصل صوت الأطباء المبتعثين للمسؤولين، فبدلا من ان يتم مكافأتهم على تفوقهم في محافل دولية كثيرة، يتم خفض معاشاتهم، ووردتنا رسائل كثيرة في اتحاد الطلبة بهذا الخصوص وقع عليها اكثر من 100 طبيب مبتعث، احتجاجا منهم على هذه الانخفاضات المتتالية».
مخصصات البعثة
بدوره، قال عضو اللجنة الطبية في اتحاد طلبة كندا، مسؤول منطقة هاملتون ولندن في الاتحاد د.أحمد جعفر «للطبيب الكويتي المبتعث، معاش اساسي يتسلمه في حسابه بالكويت ومخصصات مالية إضافية يتم صرفها في بلد الابتعاث لتغطية تكاليف البعثة الإضافية من سكن ومواصلات وغيره. وأوضح أن المعاش الأساسي ثابت ولم يتأثر، بينما معاش البعثة انخفض نتيجة اعتماد أسعار صرف جديدة أقرت من قبل مجلس الخدمة المدنية».
وأضاف «في السابق كان هناك تذبذب في معاش البعثة نتيجة تغير أسعار الصرف، وفي سنة 2005 قرر مجلس الخدمة المدنية تثبيت سعر الصرف لحل مشكلة التذبذب في المخصصات، ولكي لا يكون هناك قلق عند المبتعث نتيجة التغيرات الاقتصادية في بلد الابتعاث، وظل المخصص ثابتا لمدة 12 عاما، ولكن في يناير 2018 تم الغاء قرار تثبيت سعر الصرف المعمول به منذ عام 2005 وتم اعتماد أسعار صرف جديدة اقل بنسبة 20%، فمثلا مخصصات البعثة للبوردات التخصصية هي 800 دينار شهريا، وكان سعر الصرف المعتمد هو 183 فلسا للدولار الكندي، حيث كان ما يتم صرفه لنا هو 4360 دولارا كنديا بالشهر على مدى اكثر من 12 سنة، ولكن مع إقرار سعر الصرف الجديد وهو 216 فلسا للدولار الكندي في شهر يناير سنة 2018 انخفضت المخصصات الشهرية من 4360 دولارا الى 3660 دولارا في الشهر أي بمقدار 800 دولار شهريا او ما يعادل 20%، كذلك انخفضت مخصصات البعثة مجددا بمقدار 100 دولار في شهر يونيو 2018 لتصبح 3560 دولارا بالشهر نتيجة سعر الصرف الجديد أيضا».
وما زاد الأمر ما تردد من «ان مخصصات البعثة سيتم صرفها بالكويت ابتداء من شهر ابريل المقبل وذلك لتفادي جميع التكاليف الإضافية المترتبة على عملية الصرف وبذلك سيتحمل الطبيب المبتعث تكاليف الحوالات الدولية نتيجة تغير أسعار الصرف».
وأضاف د.أحمد جعفر الطبيب الكويتي المبتعث يخوض معركة الغربة وجميع ما يترتب عليها من معاناة أكاديمية وساعات عمل طويلة تتجاوز الـ 12 ساعة يوميا، إضافة الى الصعوبات الحياتية من أجل العودة بتخصصات نادرة تفتقر لها الكويت، والتي من شأنها تحسين النظام الصحي في الكويت ليتفاجأ بتكاليف مادية باهظة من ضمنها الايجارات، وفواتير شهرية تصل الى 300 دينار ورسوم دراسية للأبناء وتكاليف مواصلات في دولة شاسعة تحتاج الى القطارات وقروض شخصية كقرض السيارة وغيره، خاصة بعد الغلاء المعيشي الكبير الذي حدث في السنوات الأخيرة.
قروض مالية
من جانبه، أعرب عضو الجمعية الطبية وأمين الصندوق د.محمد العبيدان عن شعوره بالأسى والأسف لوجود اطباء كويتيين مخلصين لديهم رغبة في خدمة الوطن ويعانون من قلة المخصصات المالية أثناء سنوات الدراسة والابتعاث للخارج على الرغم من اختيارهم للدراسة في الخارج من أجل الالتحاق بالتخصصات النادرة التي تعود على وطنهم وأبناء بلدهم بالنفع.
واستغرب العبيدان من لجوء الاطباء المبتعثين الى الاقتراض من اجل الايفاء بمستلزماتهم المالية خلال سنوات الدراسة مما يزيد من الاعباء المالية التي تثقل كاهلهم.
ولفت الى ان الموضوع ليس بجديد وان القانون صدر عام 1981 موضحا ان التضخم المالي زاد منذ ذلك العام وحتى يومنا هذا اضعافا مضاعفة واصبحت هناك تغييرات في اسعار العملات.
وقال بدلا من ان يصرف للطبيب الكويتي المبتعث 4370 دولارا كنديا تقريبا اصبح يصرف له 3600 دولار كندي، مشيرا الى ان تغيير سعر الصرف احدث فجوة كبيرة جدا بما يزيد عن 20%.
متابعا: وصلتنا في الجمعية الطبية الكويتية عدة شكاوى من أطباء ذوي تخصصات نادرة تحتاجها الكويت ولكن مع الاسف فان المخصصات المالية التي تصرف لهم لا تكفيهم حتى نهاية الشهر لاسيما بعد الغلاء المعيشي في كندا وارتفاع اسعار الايجارات والضرائب المفروضة عليهم وغيرها من الالتزامات المالية.
وذكر العبيدان ان الكويت تتميز بالوفرة المالية وصناديقها السيادية «مكفية وموفية» وتقرض جميع الدول المحتاجة مستغربا ان اطباءها يعانون تلك المعاناة المالية منذ سنوات برغم مطالبتنا المتعددة.
وأوضح ان القرار صدر لتغيير سعر الصرف وليس لتغيير القيمة المالية موضحا ان الجمعية الطبية الكويتية طلبت من ديوان الخدمة المدنية بحث الموضوع والتعرف على مشاكل الاطباء الكويتيين.
15 % مبتعثون
وأشار العبيدان ان هناك حوالي 3500 طبيب كويتي في الكويت ونسبة المبتعثين منهم لا تتجاوز 15% لافتا الى ان الطبيب المبتعث يتغرب ويتحمل آلام الغربة حتى يعود بعلم متميز ينفع به دولته، ولكن النتيجة ان اي طبيب كويتي مبتعث يشتكي من قلة المخصصات المالية وهذا الامر غير مقبول جملة وتفصيلا.
وذكر العبيدان ان الجمعية الطبية بحثت مرارا هذا الموضوع ولكن تفاجئنا بانهم يعتبرون المبلغ الحالي يكفي ولا توجد حاجة للزيادة متسائلا: ما الدراسة التي اعتمدوا عليها للاستدلال بان المبلغ الحالي كاف ويفي بمستلزمات الدراسة للطبيب الكويتي المبتعث؟
واستطرد العبيدان قائلا: ان جميع الاطباء في الكويت عندما يصلون الى رتبة اختصاصي يحصلون على نفس الراتب ولكن الطبيب المبتعث اختار الغربة عن وطنه لدراسة تخصص نادر يفيد به بلده.
وتساءل العبيدان: أليس من الاجدر والاولى على الوزراء والمسؤولين الاهتمام بالأطباء المبتعثين؟
75 ساعة أسبوعياً
وذكر العبيدان ان الطبيب الكويتي يداوم 75 ساعة اسبوعيا موضحا ان الطبيب الكويتي عندما يحصل على اجازة دورية يتم خصم مبالغ منه نظير اجازته تتراوح من 250 دينارا الى 500 دينار وهذا جزء بسيط من مشاكل عدة يعاني منها الطبيب الكويتي.
وأضاف وكان للجمعية الطبية الكويتية عدة تحركات وصلت الى حد رفع القضايا في المحاكم الكويتية فيما يخص البدلات المقطوعة والقضاء اقر بجدية تلك القضايا كونه قام بتحويلها الى خبير للفصل فيها.
هيئة صحية مستقلة
كما طالب العبيدان بضرورة انشاء هيئة صحية تكون على دراية تامة بهموم وتطلعات واحتياجات الاطباء موضحا انه يفترض ان يتم ابتعاث الطبيب عن طريق هيئة صحية مختصة ومستقلة وليس عن طريق ديوان الخدمة.
ولفت العبيدان الى ان الجمعية الطبية تقدمت باقتراح بقانون منذ 10 سنوات تقريبا بإنشاء الهيئة الصحية أسوة بجميع دول العالم بحيث تختص بكافة الأمور التي يحتاجها الأطباء من ابتعاث ونقل وتوظيف وترقيات، موضحا ان الاطباء حتى يومنا هذا في الكويت يتبعون ديوان الخدمة المدنية على الرغم من ان سلم ترقيات الأطباء يختلف اختلافا جذريا عن باقي موظفي الدولة وبالتالي فقد اصبح انشاء الهيئة الصحية ضرورة لمواكبة التطور الذي يحدث في العالم من الناحية الصحية، لافتا الى ان جميع دول الخليج لديها هيئة صحية مختصة بالابتعاث والتوظيف.
واضاف ان الجمعية الطبية الكويتية قامت سابقا بتقديم طلب بإنشاء هيئة صحية مستقلة مؤكدا ضرورة اعطاء كل ذي حق حقه.
وعلى صعيد متصل اوضح العبيدان ان الكويت بلد خير وجميع مطالبات الاطباء مشروعة مؤكدا ان الاطباء في الكويت مظلومين في العديد من النواحي ولابد من ايجاد حلول سريعة لإنهاء تلك المعاناة مطالبا المسؤولين في الدولة بضرورة اعادة النظر في احوال الاطباء، وشدد العبيدان على ان الجمعية الطبية الكويتية تقف مع كل طبيب في كافة المطالب المشروعة والمستحقة مؤكدا ان مطالبهم مستحقة.
متوسط الإيجارات يتراوح بين 76% و 91% من المخصصات المالية
قال عضو اللجنة الطبية في اتحاد طلبة كندا، مسؤول منطقة هاملتون ولندن في الاتحاد د.أحمد جعفر ان متوسط إيجارات السكن في منطقتي فانكوفر وتورنتو يتراوح بين 76% و 91% من قيمة المخصصات وهو ما يعادل شهريا من 3.250 دولارات إلى 2.730 دولار من أصل المعاش الشهري الذي يبلغ 3660 دولارا. كما ارتفعت أسعار البنزين في مدينة فانكوفر الكندية سنة 2018 لتصبح المدينة الأغلى في قارة أمريكا الشمالية وبلغ سعر اللتر ما يقارب 360 فلسا كما تبين المؤشرات الأولية استمرارية ارتفاع الأسعار في الفترة المقبلة.
مطالبات برفع المخصصات المالية بنسبة لا تقل عن 40% وتثبيت سعر الصرف لتشجيع الأطباء على الابتعاث
قدم د.فواز البغلي حلولا ورؤية للأطباء المبتعثين من عدة نقاط جاءت كالتالي:
٭ رفع المخصصات المالية بنسبة لا تقل عن الـ 40%، حيث 20% التي فقدها المبتعثون خلال العام الماضي و20% بدل التضخم في الـ 12 سنة الماضية.
٭ تثبيت سعر الصرف من جديد لتفادي التغيرات في أسواق العملات العالمية مع إعادة النظر في سعر الصرف كل 5 سنوات او بين الحين والآخر وأن يكون التعديل بالمخصصات بالدينار.
٭ لا يجب ان يكون الطبيب الكويتي هو الحلقة الأضعف في قضية حل تراكم العهد، وان يتم تصحيح هذه المشكلة بدون المساس بمخصصاته.
٭ نستنكر من الديوان تجاهل آثار قرار مجلس الخدمة المدنية على مخصصات الاطباء وبيانه السابق بان الأطباء لم تمس مخصصاتهم، ونطالب بمناقشة جميع جوانب هذه القضية بما في ذلك اثر قراراتهم على الطبيب المبتعث وقدراته المالية.
٭ نرفض ان يكون الترشيد في نفقات الدولة في العنصر البشري والفني ونطالب ان يكون الترشيد في الهدر العام والفساد الإداري.
٭ نطالب الحكومة بإصدار قرارات من شأنها تشجيع الأطباء على الابتعاث واكتساب الخبرات فهناك مقاعد تخصصية سعت الدولة جاهدة في الحصول عليها ولم يتم شغرها وأن خفض المخصصات سيكون عامل طرد والكويت بأمس الحاجة الى الأطباء الحاصلين على الشهادات العالمية.
٭ نخشى من تبعات قرار ديوان الخدمة المدنية بصرف المخصصات كلها بالكويت وعدم صرف أي معاش في بلد الابتعاث مما قد يترتب عليه من صعوبة فتح الحسابات البنكية والحصول على القروض وغيره.