- الخروج المبكر من «خليجي 23» وتصفيات كأس العالم لم يدفع الاتحاد القطري لتغيير خططه
- 7 مواهب من منتخب تحت 19 سنة اعتمدهم المدرب الإسباني في الكأس الآسيوية
- «أسباير» عالم مثالي للمواهب الرياضية يضم 13 صالة رياضية وفندقاً ومستشفى ومجمعاً تجارياً
هادي العنزي
احتفلت القارة الآسيوية بفارس عربي جديد لكرة القدم في ميادينها الكروية، بعدما أعلنت بكامل شرعيتها وبحضور جميع فرسانها وعلى أحد أفضل ميادينها الرياضية (ستاد مدينة زايد الرياضية) الفارس القطري بطلا لنسختها الـ 17 بعد أن أسقط الساموراي الياباني من عليائه متفوقا عليه بـ 3 أهداف لهدف.
جاء فوز الأسمر «العنابي» مفاجئا للكثيرين وحتى لعدد غير قليل من نجوم الكرة القطرية المتابعين عن قرب لفريقهم والنقاد من مختلف الأرجاء الذين لم يرشحوه لإحراز اللقب، ولعلهم بنوا آراءهم على نتائج «خليجي 23» التي اختتمت في يناير 2018 بالكويت عندما ودع العنابي البطولة من دورها الأول، أو خروجه من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 عندما احتل مركزا متأخرا في مجموعته التي ضمت كوريا الجنوبية وإيران وأوزبكستان والصين وسورية. وإن خالف الأسطورة الإسبانية تشافي هرنانديز الجميع في ترشيحه لقطر والذي اعتمد القراءة الواقعية لحقيقة ماثلة ببعد نظر متفرد.
كرة القدم لا تفتأ تبوح بأسرارها لكل مجتهد ساع إلى المراتب العليا، والتجربة الكرواتية في كأس العالم الأخيرة في روسيا 2018 ليست ببعيدة عن ذاكرتنا، ولكن هذه ليست كتلك وإن تشابها في ملاحم كثيرة في المشهد الكروي الملحمي الجميل.
كرة القدم هذه الأيام أضحت عالما قائما بذاته، يتبع النهج الأكاديمي والبحث العلمي المضني في كافة فروعه وتنوعاته، فلا فوز بالبطولات دون اتباع كل الطرق العلمية والتسلح بأحدث القواعد الرياضية، ممزوجة بخبرات تراكمية تستخلص من تجارب الآخرين، والتتويج القطري الكبير لم يأت مصادفة أو خبط عشواء بل جاء متوافقا في كل تفاصيله مع ما تؤكده النظريات الرياضية العلمية وتوثقه التجارب الناجحة في شتى أصقاع المعمورة.
التفوق القطري يؤكد التخطيط السليم ليس على جانب تنظيم البطولات فقط (مونديال 2022) ولكن في الفوز بالمناسبات الكبرى أيضا، والتفوق في جوهره يتمثل في أكاديمية أسباير الرياضية – الجوهر وليست الكل - ذاك العالم الرياضي المستقل استقلالا استثنائيا عمن حوله، فهي الجنة التي يطلبها كل رياضي ويجد فيها كل ما يتمناه، العلم والتدريب والطبابة والترفيه في مكان واحد، ويجد أقرانه من المواهب الفذة أمامه تستحثه كل حين لإظهار أفضل ما لديه، أنشئت «كلمة السر» في التتويج القطري عام 2004، تلك المدينة المتكاملة التي تضم بين جنباتها 13 صالة رياضية ومجمعا للألعاب المائية ومركزا تجاريا وفندقا والتحفة المعمارية المتمثلة في ستاد خليفة الدولي، وليس كل هذا فحسب فهناك «سبيتار» المستشفى التخصصي الأول في الطب الرياضي وجراحة العظام في المنطقة، كل تلك المنشآت وجدت لتوفر بيئة مثالية بمعايير رياضية قياسية للموهوبين الطامحين إلى العلياء.
الاتحاد القطري لكرة القدم سار على إستراتيجيته التي وضعها دون إحداث أي تغيير رغم قسوة العثرات التي شهدها العنابي وسهام النقد الموجعة في أغلبها، فذاك شأن وهذا شأن آخر كليا، الخطة بعيدة المدى تعتمد «نجباء» أسباير مقوما أساسيا لمنتخب قطر المستقبلي دون استعجال أو حرق لمراحلها، وقد جاء الحصاد جنيا من شجرة مثمرة زرعها المختصون والطامحون معا عام 2013.
لم تتكامل أركان التفوق إلا بعد أن أحسن الاتحاد القطري لكرة القدم اختيار مدرب المواهب في أكاديمية برشلونة لعشرة أعوام متتالية فيليكس سانشيز (1975) والتي غادرها عام 2006 إلى أكاديمية أسباير للبحث وصناعة مواهب جديدة، ضمه الاتحاد القطري بصلاحيات مطلقة وخيارات لا سقف لها فكان الاستقرار والاعتماد على المواهب الشابة العنصر الأول لنجاحه غير المسبوق قطريا، بدأ مع منتخب 19 سنة وأحرز معه كأس آسيا في نسختها الـ 38 في ميانمار 2014 ثم أشرف على تدريب منتخبي تحت 20 عاما و23 عاما (الأولمبي) تواليا، قبل تعيينه يوليو 2017 مدربا للمنتخب الأول ليختار 7 لاعبين من اللاعبين الذين رافقهم في بداية مشواره مع منتخب الشباب ليكونوا عونه في البطولة الكبيرة للقارة الأكبر.
واعتمد الإسباني فيليكس سانشيز في مواجهات كأس الأمم الآسيوية على تشكيلة أساسية ثابتة في أغلب مبارياتها وجاءت التغييرات محدودة بدرجة كبيرة ولأسباب خاصة تحكمها ظروف كل مواجهة وما قبلها أو ما يليها، فاعتمد سانشيز على سعد الشيب في حراسة المرمى في جميع المواجهات، فيما انحصرت خياراته في خط الدفاع بين الأفضل في آسيا 2018 عبدالكريم حسن وبوعلام خوخي وبسام الراوي وبيدرو ميغيل وطارق سلمان وعبدالكريم العلي، وفي خط الوسط بقيادة القدوة حسن الهيدوس وعبدالعزيز حاتم وعاصم ماديبو وسالم الهاجري وكريم بوضياف وفي صدارة المقدمة المعز علي وأكرم عفيف، فيما كانت المشاركة الأوحد للاعب الوسط أحمد فتحي علاء في المواجهة الأهم نهائي كأس القارة أمام اليابان.
15 لاعبا فقط كانوا الخيار الأول في جميع مبارياته بكاس الأمم الآسيوية، وهذا تعزيز لاستقرار التشكيل والثبات الفني والإيمان بما لديه من لاعبين، وعلى الجهة الأخرى كان لاعبو الاحتياط حاضرين ليقدموا أفضل ما لديهم ليكتمل المشهد بإعلان قطر بطلا جديدا للقارة الصفراء.. وبجدارة واستحقاق.
التحدي القطري لم يبلغ مداه بعد، فإن بنك الأهداف القطرية مليء بالكثير وفي مقدمتها مواجهة زعماء الكرة اللاتينية في «كوبا أميركا 2019» في البرازيل الصيف المقبل.
نجباء «أسباير»
نجباء «أسباير» كانوا هم العمود الفقري في الفوز القطري، فهي قدمت سعد الشيب (1990) حارس الهدف الوحيد والأفضل في البطولة الذي تخرج فيها 2009، والمهاجم الأعلى تسجيلا في الكأس الآسيوية على مر التاريخ بـ 9 أهداف المعز علي عبدالله (1996) والذي سجل حضورا واعدا في البطولة الآسيوية تحت 23 سنة بعدما تفرد بالأعلى تسجيلا بـ 6 أهداف والتي أقيمت يناير العام الماضي، وثالث الثلاثة وأحدثهم مهاجم السد القطري أكرم عفيف (1996) بعدما تخرج منها 2015، وهناك المزيد.
وفد إعلامي قطري يشيد بدعم الكويت للعنابي
مبارك الخالدي
استقبل عضو مجلس ادارة اتحاد كرة القدم معن الرشيد وفدا إعلاميا قطريا في مقر اتحاد الكرة أول من أمس، حيث قدم الوفد القطري الشكر للكويت وجماهيرها على الدعم الذي قدمه للمنتخب القطري في بطولة كأس آسيا التي أقيمت في الإمارات مؤخرا وتوج العنابي بلقبها.
ورحب الرشيد بالوفد القطري وقال إن الإنجاز التاريخي للمنتخب القطري هو فخر لكل العرب وليس لقطر وحدها. وأضاف أننا تعاطفنا مع المنتخبات الخليجية والعربية التي شاركت في بطولة كأس آسيا وهو أمر طبيعي لكننا فرحنا كثيرا بالفوز القطري.