هل في الجرذان أي فائدة للإنسان؟
ليس هناك حيوان كالجرذ حاربه الانسان بكل ما في وسعه، وفي كل مكان وعلى طول الزمان، وهناك العديد من اصناف الحيوانات التي تندرج تحت هذا الاسم ومعظمها في الحقيقة ظريف وغير مؤذ، لكن هناك صنفين فقط يقفان وراء هذا المقت الشديد الذي شمل الجرذان كلها، هما الجرذ الاسود والجرذ الاسمر.
وسبب ذلك ان هذه الجرذان تتلف سنويا ما يعادل مئات ملايين الدولارات من الحبوب، فضلا عن البيض والدواجن والطيور المغردة وكذلك الطعام في المنازل والسفن والمخازن، وتسبب الجرذان الحرائق الكثيرة حين تقضم الثقاب (الكبريت) وانابيب الغاز واسلاك الكهرباء المعزولة، ويمكنها ان تغرق البيوت بقضم انابيب الماء، وغالبا ما يتعرض الاثاث والمفروشات للضرر بسبب هذا القارض النهم، ومن اخطر ما في الجرذان نقلها امراضا قاتلة كالطاعون.
ربما كانت مدن العالم تضم من الجرذان بقدر ما تضمه من البشر، اما في الريف فإنها تتجاوز عدد سكانه بنسبة ثلاثة او اربعة إلى واحد، وهي تتسلق او تعّورُ، وتعيش داخل المباني وخارجها في الاماكن الرطبة والجافة، ورغم انها تحب الطعام النباتي اكثر فهي لا تمتنع عن اي طعام من الحيوانات الميتة والنفايات حتى الجرذان الاخرى.
ولما كانت تعيش في كل مكان تقريبا وتتكاثر بسرعة، فإن السيطرة عليها عسيرة للغاية، ان الانثى قد تلد عشر مرات في السنة، وصغارها لا تحتاج الى اكثر من اربعة اشهر لكي تبدأ بدورها الانتاج!
لكن الجرذان لا تخلو مع ذلك من نفع الانسان، فبالنظر الى ان اعضاءها تعمل بطريقة مماثلة كثيرا لاعضاء الانسان فهي تستخدم في العديد من التجارب المخبرية، وقد حصلنا على معارف جديدة في الكثير من المجالات الطبية والصيدلانية بفضل هذه التجارب، واكثر تنويعات الجرذان استخداما في الاختبار هي البيضاء، وهي فرع من الجرذان السمراء يختلف عنها في اللون.
من كتاب: الموسوعة العلمية المبسطة