دلال العياف
العرب إخوة وأحبة، وتربطهم أعراق ودم، يقفون في مواجهة أي عدو جنبا الى جنب مع بلدي الحبيب كويتنا الجميلة العظيمة التي تعلو وتتقدم بسواعد أبنائها وشعبها وحكومتها الرشيدة، فمعنى الإخاء ليس سلاحا ذا طلقات ورصاصات فقط ولكن القلم والموسيقى والتعبير الغنائي هو أيضا يعبر عن حب الوطن والمؤازرة في جميع الظروف السياسية والوطنية التي تحتاج الى وقفات أصيلة من شعوب وحكومات أصيلة، والفن هو موصل جيد للمشاعر والأحاسيس من خلال الألحان والأغنيات التحفيزية، فالموسيقى قصة ليست لها نهاية ونقطة فوق السطور، تصول وتجول حتى تنتهي تلك الدنيا لأنه لا حدود لها.
هناك فنانون عظماء من الماضي الجميل اخترقوا قلوبنا آنذاك وما زالوا مرتبطين بأذهاننا، لأصالة الكلمة والمعنى والدقة في اختيارات الجمل الموسيقية التي خلدت ولن تتزحزح عن مكانها، وفي أعيادنا الوطنية الجميلة التي تمر بها أمنا الحبيبة الكويت نستذكر معنى الإخاء بأعذب الأصوات التي دخلت قلوبنا، وأعطت لكلمة الوطنية المغناة معنى وأصالة باقية لا تغيب، والتي يمكن ان نشبهها بالبدر الذي ينير عتمة السماء وبريقه الأخاذ.
في مرحلة الستينيات زارت كوكب الشرق ام كلثوم الكويت والتقت الشيخ المغفور له بإذن الله صباح السالم، وكان لقاء له وقع رائع في ذاكرتنا، وأيضا في زيارتها الى الكويت روت عطش محبي فنها الاصيل، وشدت بحنجرتها الأسطورية رائعة لحنها القدير السنباطي «يا دارنا يا دار.. يا منبت الأحرار.. يا نجمة للسنا..على جبين المنى..السحر لما دنا غنى لها اشعار يا دارنا يا دار»، وسجلت أم كلثوم أغنية «أرض الجدود» للإذاعة الكويتية وكان تسجيلا خاصا لأغنية وطنية جميلة صاغها الشاعر احمد مشاري العدواني بأسلوبه السلس، ورسم من خلالها صورة رائعة لشعب الكويت وأصالته ببدوه وحضره ورجاله ونسائه.
أما الفنانة صباح شحرورة الوادي ولبنان الارز العظيم فقد تغنت أيضا بحب كبير للكويت وشعبها، وتحدثت في احد تصريحاتها عن عمق علاقات المحبة التي تربط بين الشعبين الكويتي واللبناني، وقالت: «بموت بالكويت وشعبها، اللي بيحمل بقلبه كل الحب للشعب اللبناني»، وتغنت بشموخ: «برمت المعمورة وما لقيت.. الطف من شعبك يا كويت.. في النا بيت بلبنان والنا فيكي 100 بيت.. جايين لربوعك شو مشتاقين.. البنات السمر الحلوين.. لشبابك ياما غنيت.. بوابك مفتوحة للضيف.. وموالك موال الكيف».
أما العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ الذي أحبته الأمة العربية بأسرها وحبه في داخل قلوب الكويتيين أيضا له طابع خاص، فلم يتوان في مشاركة الشعب الكويتي افراحه الوطنية وتقديم اعذب الكلمات بصوته الحنون الذي يدفق الدم ويضخه الى القلب، وسرعان ما ينطرب أي متذوق للفنون والطرب الاصيل والوطنية العميقة من خالص القلب، فقد حرك العندليب اشجاننا نحن الكويتيين عندما غنى لنا: «من الجهراء الى السالمية.. رافعين علم الحرية.. رايحة ألوف وجاية الوف.. وتهني بعيد الحرية..كويتية.. كويتية»، والرائعة تلك كانت من ألحان كمال الطويل وكلمات محمد حمزة.
وموسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب كانت لنا حصة من تاريخه الغنائي الطربي اللحني الذي لا يقاس بسنين بل بقيمة عالية لأنه ثروة قوميه فنية، وغنى للكويت وشارك في أفراحها بعملين، احدهما بمناسبة الاستقلال الاول عام 1962، حيث شدا بقصيدة «ارض عربية» للشاعر كامل الشناوي والتي تقول «كل ارض عربية هي ارضي واتجاهي وطريقي.. كل أحلام الندية هي حلمي وانتفاضات.. فالكويت المستقل العربي بلدي».