وجه اليمين المتطرف تهديدا مباشرا بالقتل لرئيسة وزراء نيوزيلندا التي حظيت بإعجاب وتقدير عالمي بعدما تعاملت باحترافية وإنسانية مع مجزرة المسجدين. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» ان الشرطة النيوزيلندية تجري تحقيقا بشأن تغريدتين على الأقل، بالنظر إلى ما ورد فيهما من تهديد صريح لحياة أرديرن التي أدارت باقتدار واحدة من أحلك محطات العنف في تاريخ البلاد.
وتم إرسال تغريدة تحمل صورة سلاح إلى حساب رئيسة وزراء نيوزيلندا إلى جانب نص يوحي بالتهديد «أنت القادمة»، ثم جرى تغريد الصورة مرة ثانية في تويتر.
وظلت الصورة في موقع تويتر لمدة 48 ساعة ثم قامت منصة التواصل الاجتماعية بحذف الحساب الذي أرسلها، في الرابعة عصر امس الأول.
وأوضح متحدث باسم تويتر أن الموقع اتخذ إجراءات سريعة بعد تلقيه إخبارا بشأن التغريدة، وأوضح أن الحساب كان ينشط منذ مدة في الترويج لأفكار تدافع عن تفوق العرق الأبيض.
وفي غضون ذلك، نظم نحو ثلاثة آلاف شخص «مسيرة من أجل الحب» عبر مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية امس تكريما لضحايا المجزرة، وذلك في الوقت الذي أعيد فيه فتح المسجدين اللذين شهدا هذه الجريمة. وشددت السلطات إجراءات الأمن خلال المسيرة حيث انتشر عشرات من أفراد الشرطة المسلحة وتوقفت حافلات على جانبي الطرق عبر شوارع المدينة لإغلاقها من أجل المسيرة.
وأذيع الأذان امس الأول عبر محطات التلفزيون والإذاعة في كل أنحاء نيوزيلندا وحضر نحو 20 ألف شخص الصلاة التي أقيمت في مرأب السيارات أمام مسجد النور إظهارا للتضامن.
وأبدت نساء نيوزيلندا تعاطفا كبيرا، تضامنا مع ذوي الضحايا والمصابين من الجالية المسلمة المقيمة في نيوزيلندا، وذلك بارتدائهن الحجاب أيضا في لفتة إنسانية قادتهن فيها رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن، التي أظهرت ارتدته أيضا في اليوم التالي على وقوع الهجوم الدامي، وذلك خلال زيارتها لمركز «كانتربري» للاجئين، بالإضافة إلى تأكيدها على «تعاطفها وحبها لكل المجتمعات المسلمة».
وفي هذه الأثناء، جرمت نيوزيلندا حيازة أو توزيع البيان الخاص بفكرة «تفوق البيض» العنصرية المرتبط بمنفذ هجوم مسجدي كريستشيرش.
وصنف كبير المراقبين في نيوزيلندا ديفيد شانكس بشكل رسمي البيان المؤلف من 74 صفحة والذي كتبه الإرهابي منفذ الهجوم الدموي على أنه «مرفوض» لتصبح بذلك «حيازة أو توزيع» البيان من قبيل الأعمال الإجرامية.
وقال شانكس في بيان امس «لقد أشار آخرون إلى هذا المنشور على أنه (بيان)، لكنني أعتبره كتيبا فظا يروج للقتل والإرهاب. إنه مرفوض بموجب قانون نيوزيلندا».
أردنية جاءت لتودع ولدها فدفنت بجواره
عمان - أ.ف.پ: توفيت امرأة أردنية سافرت الى نيوزيلندا للمشاركة في تشييع ابنها الذي استشهد في مجزرة المسجدين، على ما أعلنت وزارة الخارجية الأردنية.
وقال مدير مركز عمليات الوزارة سفيان القضاة إن «والدة أحد الشهداء الأردنيين الذين قضوا بالحادث الإرهابي في نيوزيلندا توفيت فجر أمس بعدما شاركت في تشييع جثمان ابنها هناك» أمس الأول.
وأضاف أن السيدة كانت ضمن مجموعة من أهالي الضحايا الأردنيين الذين توجهوا إلى نيوزيلندا لحضور مراسم التشييع.
وذكر موقع «خبرني» الإخباري المحلي الأردني أن المرأة تبلغ من العمر 64 عاما و«توفيت أثر نوبة قلبية. وكانت وصلت الى نيوزيلندا قبل ساعات من تشييع جنازة ابنها كامل درويش (38 عاما) الذي قضى خلال الهجوم على مسجد النور والذي كان قد هاجر إلى نيوزيلندا قبل ستة أشهر فقط للعيش إلى جانب شقيقه المستقر هناك بسبب صعوبة الظروف المعيشية في الأردن».