ثامر السليم
نظم مركز اليرموك الثقافي التابع لدار الآثار الإسلامية جلسة بعنوان «مسجد قرطبة في إسبانيا» للباحثة والأكاديمية د. ابتهال الخطيب مساء أمس الأول في مقره بمنطقة اليرموك.
وفي هذا السياق، قالت د.ابتهال الخطيب ان مسجد قرطبة في إسبانيا يعد من أهم المعالم الأثرية الإسلامية في أوروبا، وتحضر فيه أنماط معمارية وفنية مختلفة من العمارة الأموية والقوطــــية والأوروبية، لاسيما بعد أن تحول إلى كاتدرائية، مشيرة الى ان الأمويين شيدوا مسجد قرطبة في القرن الثامن الميلادي قبل أن يتحول في عام 1236 إلى كنيسة عقب سقوط الأندلس، غير أن المسجد حافظ على طابعه المعماري.
ولفتت الى عشقها الشخصي لتلك التحفة المعمارية فمنذ الوهلة الأولى وقعت في حب مسجد قرطبة، مضيفة: وصلنا هناك ليلا فما استطعت الانتظار وذهبت لزيارته وتجولت حول المبنى العظيم، وتلمست كل حوائطه الخارجية، تطلعت إلى بنيانه الشاهق وأبوابه المزخرفة، وفي الصباح تجولت في ردهاته المهيبة، ولم أدع حائطا إلا واحتضنته، ولا عمودا إلا وقبلته، كنت احتفي بالفن العظيم لا الماضي الأليم، التحفة المعمارية لا القساوة الإنسانية وحزنت وأنا أرى منتصف المسجد وقد أزيلت عواميده الرومانية، والتي كانت متوافرة في المنطقة من أثر الوجود الروماني القديم، لتحل في قلبه كنيسة شاهقة.
وأضافت ان الكنيسة جميلة إلا أنها «احتلالية»، ذات بناء تطلب إزالة عدد كبير من الأعمدة، فيقال إنك إذا ما وقفت في منتصف المسجد في ذاك الزمن، كنت تفقد القدرة على تحديد المكان والزمان، فتتوه بين أعمدة يشبه الوقوف بينها كأنك بين مرآتين، فتتكرر الصورة إلى ما لا نهاية، مشيرة الى تغطية المنارة الحقيقية للمسجد والتي تحتوي على سلم للصعود واخر للنزول على شكل دائري، وحاولت الوصول الى المأذنة الداخلية او تصويرها او البحث عن أي صور لها ولكن دون جدوى.
وأوضحت ان العرب جلبوا معهم سمات عديدة الى الاندلس ابرزها اللغة العربية وكذلك الأطعمة العربية والبهارات والتي جلبها العرب من دمشق.