بيروت - بولين فاضل
قد تكون عبارة «حياتي جورج» أصدق تعبير عن التغيير الذي طرأ على حياة الفنانة ريتا حايك منذ ولادة طفلها قبل نحو ثلاثة أشهر. وكما يبدو فإنها اكتشفت في ذاتها فيضا من مشاعر الأمومة وأهلية لافتة للعب دور عمرها وأجادته بشهادة كثيرين.
وإذا كانت ريتا عرفت كثيرا بشغفها الفائق للمهنة، فإنها مستعدة اليوم للتخلي عن كل شيء كرمى لعيون طفلها، اعتراف معبر من ممثلة صبرت وثابرت وكافحت أكثر من اثني عشر عاما قبل أن تبلغ ما بلغته اليوم من مكانة متفردة على الشاشة والخشبة معا، لذا فإن تأكيدها أن أمومتها هي أجمل ما عرفته حتى الآن أمر لم يتوقعه عارفوها ولا حتى ريتا نفسها التي كانت تنسج أفكارها وخططها تبعا لأهدافها المهنية وما أكثرها.
وعاشت تجربتها الأصعب قبل نحو شهرين حين اضطرت للابتعاد عن طفلها نحو أسبوع لتصوير فيلم إيطالي، وما كانت لتوافق عليه لولا تحفيز من زوجها طبيب القلب عبدالله ربيز.
وتقول ريتا، التي عاشت صراعا كبيرا قبل أن تصعد الطائرة وتتوجه إلى إيطاليا والمغرب لمقتضيات التصوير، ان زوجها هو الداعم الأكبر في حياتها ومن دون حماسته لمهنتها وتشجيعه لها لما كانت أعطت موافقتها على الفيلم ولو أن السينما الأوروبية هي حلمها ونقطة ضعفها.
وتدين بالفضل وراء دخولها هذه السينما لدورها في فيلم «قضية رقم 23» للمخرج زياد دويري، والذي ترجم إلى لغات العالم وكانت محطته الأولى في إيطاليا من خلال مهرجان البندقية السينمائي، حيث استوقف دورها فيه المخرج الإيطالي اليساندرو لونارديللي، فتواصل معها وعرض عليها فيلمه وتجسيد شخصية فتاة لبنانية تعمل لصالح قوات حفظ السلام الدولية وتقع في حب جندي إيطالي.
ورغم انشغالها بالأمومة وأرق الليالي، لا تفوت ريتا حايك فرصة مشاهدة أي حلقة من حلقات مسلسل «ثواني» الذي يعرض على شاشة ال.بي.سي.
ويحظى بنسبة مشاهدة عالية، معبرة عن سعادتها بدور «هنادي» في المسلسل وقالت انه لا يشبه أدوارها السابقة لكونه ينمو أكثر إلى صورة المرأة المحافظة التي تعيش صراعات على أكثر من جبهة، وترى هذا العمل نقطة تحول في مشوارها إلى جانب فيلم «قضية رقم 23» ومسرحية «فينوس» ويناديها الناس اليوم أينما حلت بـ «هنادي» في دلالة على رسوخ العمل وشخصياته في الأذهان.
وتستمتع ريتا الممثلة الحقيقية والمحترفة بارتداء ثوب تمثيلي جديد كل فترة، تستمتع بالعيش لأشهر في امكنة تصبح امكنتها ووسط أفراد يصبحون عالمها، ولا غرابة مادامت تشبه حياتها كممثلة بحياة الغجر الدائمي الترحال، كما تقرأ نصوصا للمسرح وتبدي رغبة في الوقوف مجددا أمام الممثل طلال الجردي الذي تعلمت منه الكثير يوم شاركته مسرحية «كعب عالي»، وقالت انها ترفض الانجرار وراء أي غمز أو لمز من قناة أي زميل أو زميلة، فهي المتصالحة مع الذات والآخرين، علاقتها بالمهنة هي علاقة شغف لا علاقة متاهات.