نسمع هذه الكلمة عندما تقع حوادث إرهابية في الدول الأوروبية بصفة خاصة، وحتى الرئيس الأميركي أصبح يردد هذه العبارة ويتزعم الصراع الإسرائيلي ـ العربي وأصبح يصنف كيهودي أكثر من اليهود.
لا أعرفه أنا ولكن هذه تصرفاته تؤكد يهوديته وتعصبه، وآخر شيء عمله هو الاعتراف بهضبة الجولان كجزء من إسرائيل في حين أن هذا الجزء هو جزء أصيل سوري محتل ولا علاقة له بفلسطين، إضافة إلى تصرفه قبل ذلك باعتبار القدس عاصمة كاملة لليهود، فهو تمييز على جميع الرؤساء السابقين لأميركا، رغم أنهم كانوا يعترفون أمام اللوبي الصهيوني ويتعهدون لهم بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
في حين أن الأمم المتحدة جميعها هي التي أخذت القرار بعدم قبول ذلك وأنها ما زالت عاصمة مشتركة لإسرائيل وفلسطين في مشروع حل الدولتين والتي اعترفت به الولايات المتحدة في عهد الرئيس بوش الابن كدولتين مستقلتين عن بعضهما البعض.
وهذه مخالفة أيضا للقرار السابق الذي اتخذه رئيس الولايات المتحدة دون أن يقبل به أحد.
وقد تأكد ذلك على أن هناك ارتباطا خفيا بين الرئيس الإسرائيلي نتنياهو والرئيس الأميركي ترامب ولا نستغرب أن هناك دعما واتفاقا إسرائيليا بمساعدة ترامب في الانتخابات القادمة.
هذا ليس غريبا إذا ما فحصنا ضمير كل غربي وأميركي وأسترالي عن وجود حقد دفين في قلوب هؤلاء.
قد يرفض بعض الناس هذا الافتراض ولكني شاهدته في واقعتين كبيرتين حديثتين هما هجمات برج التجارة العالمي بمنهاتن في نيويورك حين كانت ردة فعل بوش الابن مصدر هذا الحقد والبغض على المسلمين لأنها كانت ردة فعل أولية وعفوية وصادرة من القلب، وردة فعل بوش الصليبية على المسلمين رغم أنه قد اعتذر عندما ظهرت انتقادات له من جميع الدول الإسلامية والصديقة.
هكذا دائما سيكون رد الفعل الغربي الحاقد على المسلمين، وذكر الله لنا ذلك في كتابة الكريم (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، هذا كلام الله الحق ويجب أن نؤمن به ونعمل بما فيه.
ولكن تقربنا للغرب بكل الوسائل حتى اعتبروا الأراضي الإسلامية ملكا لهم مثلما تصرف ترامب في الجولان، وبلفور في فلسطين من قبل.
أذكر هذه الحالات لأنها أصبحت حقيقة ومهما كان التصرف الغربي الآن فهو لإرضائنا ومواساتنا، ولكن ما في القلب سيظل في القلب ويجب أن نعلم ذلك حقا.
هذه خلاصة لعلاقتنا مع الغرب وأرجو ألا أتهم بأنني متعصب للإسلام ولكنني حريص على إيماني بدين الحق وحريص الآن ان أبقى مسلما مؤمنا بكلام ربي.
فلا تصدقوا يا إخوان ما تسمعونه من الغرب، فهم طامعون فينا وحاقدون علينا لأننا انتصرنا عليهم ونقلنا لهم الحضارة عندما كانوا متخلفين، وفي الوقت نفسه جعلنا من الأندلس قبلة العلم والمعرفة وأدخلنا لباقي الدول الغربية الحضارة التي استفادوا منها ونقلناهم إلى عصر العقل بعد أن كانوا متعصبين لدينهم رافضين استعمال العقل في أمورهم حتى بعد أن هزمونا.
وهذا هو أحد الفلاسفة لدينا «ابن راشد» عندما كان يخاطب رجال الدين عندهم أن الفرق بيننا وبينهم أنهم متمسكون بالنصوص أما نحن فإذا عجزت النصوص عن تفسير ما فإننا نحكم بالعقل.
هكذا كنا واستطعنا أن نتغلب على الغرب ولم نعرف ان هناك أحقادا ستكون في قلوبهم كما كتب هذا المجرم على بندقيته «معركة موهاكاس» التي هزمنا فيها أوروبا بجيوشها ورجال دينها على يد «سليمان القانوني» العظيم، رحمه الله وأدخله فسيح جناته، وليتنا نعرف تاريخنا ونأخذ منه الدروس والعبر لعلها تفيدنا في مستقبلنا الذي يهدده نظام ترامب وأشكاله.
فهل يتعظ المسلمون أم ينسوها مصداقا لكلام الله عز وجل (نسوا الله فأنساهم أنفسهم)؟