كل مرة ألتقي فيها شخصا يعمل بمجال الإعلام يسألني: ما هي الإدارة المعنية بإدارة منصات التواصل الاجتماعي؟ ويكون الجواب عميقا لدرجة لا تكاد تتصورها فالمسألة تختلف من مؤسسة لأخرى ومن تخصص لآخر لكن بطبيعة الحال سيرجع القرار والمسؤولية إلى إدارة الاتصال المعنية بالتواصل الداخلي مع الموظفين وبالتواصل الخارجي مع الزبائن والعملاء، وإذا اعتبرنا أن لإدارة الاتصال مسؤوليات أساسية في التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة والنشر الصحافي عن تغطيات المؤسسة وفعالياتها وأيضا نضيف إلى ذلك مسؤولية الرد في حال وجود أي استفسارات أو أزمات إعلامية قد تطرأ، لذا نعتبر أن جزءا من القنوات الإعلامية المسؤولة عنها إدارة الاتصال هي قنوات التواصل الاجتماعي بمختلف مجالاتها، ويجب أن تلحق بآخر الأخبار والتحديثات حتى تتضمنها في رسائلها الإعلامية وحملاتها التسويقية على الإنترنت.
باعتقادي ان السؤال الذي وضعته عنوانا لمقالي يجعل من أي مؤسسة تتجه للتوسع والانتشار في ضرورة الاهتمام بالإعلام الاجتماعي عبر طرح الموازنات التسويقية للإعلام الرقمي والاجتماعي بالشكل المناسب لها وتختار المحتوى الذي يناسب الجمهور والمؤسسة في آن واحد والتفاعل مع الجمهور والرد عليه بشكل سريع، وتبني الآراء والمقترحات التي تصل إلى المؤسسة، وكل هذه الأنماط الاتصالية تعطي الفرصة لنؤكد أن إدارة الاتصال هي المسؤولة عن هذه المنصات ويجب أن توفر جوا من التواصل الداخلي تضمن فيه سرعة الاستجابة لأي اقتراح واستفسار، وتتعلم من هذه المراسلات والمحتويات تطوير الصورة الذهنية لها، فطالما يتكرر سؤال معين لا يبرز المؤسسة ولا خدماتها بالشكل المطلوب فإن ذلك يعني بقدر ما أن هناك خللا يجب معالجته وتوجيه الجمهور للتوجه الصحيح الذي أنشئت المؤسسة لأجله.
التحديات التي تواجه إدارة منصات الإعلام الاجتماعي عديدة، وقد خصصت جزءا من مقالاتي في معالجة بعض التحديات الثقافية والتقنية في المؤسسات مسبقا، لكن لنسأل سؤالا آخر هو: لماذا تتهرب الإدارات من هذه المسؤولية؟ الجواب لأن الإعلام الاجتماعي يأخذ الكثير من الوقت والجهد ولا يمكن لإدارة أخرى أن تستوعب هذا الكم من الجهود المستمرة إلا إدارة الاتصال في المؤسسة، فمنها يقبل التحدي ومنها تتوسع المؤسسات لتحقيق أهدافها المرجوة.
[email protected]