في إحدى قصص المدن، خافت إحدى القرى والعجائب من المجاعة والطوفان، فاجتمعوا وقرروا أن يقوم كل واحد منهم بوضع كوب من اللبن في الخزان الكبير، حتى اذا امتلأ استغلوا هذا المخزون الكبير في مواجهة القادم الأصعب، وفي المساء فكر احدهم ماذا لو وضعت كوبا من الماء، فلن يتأثر هذا الحجم الكبير من اللبن بكوب واحد من الماء، وفي اليوم التالي تجمعت القرية ليروا ماذا فعلوا فوجدوا البئر قد امتلأت، لكن بالماء وليس باللبن، وهجم الطوفان ليحصد الأكواب الفارغة جميعها، لكن في القصة الواقعية، فالواقع والبرهان والفعل يقول إننا يا سيدي في كل يوم نجد الصوامع مليئة بالخير لأننا جميعا نضع أكوابا من المياه، وأنت وحدك تتحمل المسؤولية كاملة، وتملأ كل المكان خيرا وفكرا وإبداعا ينير الطريق الى العالم، ويعزز مكانة الكويت في العمل الإنساني والاجتماعي والتنموي، ويرسم طريق الخير والمحبة والسلام للأجيال القادمة.
نعم يا سيدي صاحب السمو لم ولن تنتهي الدروس التي نتعلمها منك، في الجود والعطاء، والحكمة والفكر، وفي السياسة والتنمية، وفي كل مجال أيها الأب والقائد الحكيم، فتاريخك المشرف أصبح تاريخا للكويت وعزها ومجدها، وحقا اذا صدقت البدايات، ومن يقرأ التاريخ جيدا يدرك أن تكريم أمير الإنسانية من البنك الدولي لجهوده في التنمية الاجتماعية والاقتصادية اليوم لم يأت عبثا، وإنما هو التاريخ والجهد والإخلاص للكويت وشعبها.
ومن ينسى دور سموك كرئيس لدائرة الشؤون الاجتماعية والعمل ورئاسة دائرة المطبوعات والنشر، وتدشين لجنة كتابة تاريخ الكويت، ومن ينسى إصدار مجلة العربي كأشهر مطبوعة عربية ثقافية في الوطن العربي، ومن ينسى دور سموك المحوري كأول وزير للإعلام الذي ترك بصمته القوية وتوج الكويت إعلاميا وإبداعيا درة للخليج، ومواقف حكمتك السياسية، ودعمك الإنساني للقضية السورية وإعماره العراق؟
يا سادة إن البنك الدولي لا يكرم سمو الأمير، بل إن البنك الدولي يكرم نفسه بأن يكون شريكا لذلك القائد العظيم الذي ملأ الدنيا خيرا وحكمة وعدلا، وفي كل يوم يعطينا درسا جديدا في حب الكويت والإخلاص لترابها وأرضها، فهل نفهم الدرس، وهل نقتفي الأثر؟ علنا نشارك بكوب من اللبن في مسيرة التنمية والخير لـ«صباح» الخير والعطاء.
يا سيدي، حاولت اقتفاء الأثر، لكن تصغر الكلمات وتضمحل المعاني أمام مسيرتك الجليلة، وأمام كل ما تقدمه للكويت وللعالم أجمع، وهو ما يجعلنا ندرك الحقيقة، أن كل المؤسسات الدولية التي تسعى لتكريم سموكم، إنما تسعى لتكريم ذاتها، بانتسابها لمسيرتكم العظيمة من العطاء والعمل، ولعل لجنة كتابة تاريخ الكويت التي خرجت من بين يديك في يوم من الأيام مازلت صفحاتها لم تطوَ بعد، لتسجل في كل يوم أفعالا من المجد هي لك، وتاريخا من العزة هو بك، وحاضرا من الحكمة هي منك، ومستقبلا من الخير معك.
حفظك الله لنا أبا وقائدا ومعلما وحكيما للكويت وللإنسانية جمعاء.