عبدالهادي العجمي
قال رئيس قطاع شؤون الإنسان والبيئة في الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عادل الزياني إن الارادة السامية لقادة دول مجلس التعاون تعكس مؤشرات ايجابية للتفاؤل تجاه اضافة انجازات ثقافية مشتركة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الزياني في جلسة افتتاح الندوة الفكرية «إعادة صياغة الاستراتيجية الثقافية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية» بحضور الامين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د.بدر الدويش ونخبة من الأكاديميين والمثقفين الخليجيين.
وأعرب الزياني عن خالص الشكر والامتنان لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وحكومة الكويت والشعب الكويتي على الدعم اللامحدود لكل ما له علاقة بالعمل الخليجي المشترك وعلى رعاية الكويت للعمل الثقافي العربي والخليجي.
وأشار إلى أن مؤشرات قياس عمل الاستراتيجية السابقة خلال السنوات العشر الماضية تفيد بأن أكثر من 75% من المؤشرات كانت ايجابية وتم انجاز أكثر من 50% من المشاريع والبرامج المشتركة وأن نسبة الإنجاز في المشاريع الثقافية الحالية بلغت نحو 25% في ظل الحاجة الى تمويل مالي كبير.
وتناولت الجلسة الاولى التي ادارها عبدالله بشارة الأسس التي يجب ان تقوم عليها الخطة الثقافية وقدمها أستاذ قسم الفلسفة بجامعة الكويت د.عبدالله الجسمي.
وقسم الجسمي هذه الأسس إلى طبيعة المرحلة التي تمر بها المنطقة الخليجية حاليا والتي وصفها بـ «مرحلة ما بعد عصر النفط» وما يصاحبها من تطورات اقتصادية وانخفاض في أسعار النفط اضافة إلى التحديات وكيف يمكن ان تنعكس على ثقافة المجتمع وكيفية مواجهتها.
ورأى أن لتحول المنطقة الخليجية لمراكز تجارية واقتصادية بالغ الأثر في الثقافة وتقبلها للثقافات الجديدة الطارئة وتحريف الثقافة الأصلية للمنطقة معتبرا ان الثورة الصناعية المتمثلة في التكنولوجيا عامل كبير في تغيير الثقافة الخليجية التي اصبحت الآن ثقافة مختلفة تماما عما كانت عليه قبل النفط.
من جانبه، تحدث أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت د.حامد العبدالله عن محور الأمن الثقافي لدول مجلس التعاون شارحا مفهوم الأمن الثقافي بكونه يوفر الثقافة الصالحة للناس كي يتمكنوا من عيش حياتهم بشكل ايجابي وتأمين سلامة فكر الإنسان وعقله وعدم خروجه عن الاعتدال والوسطية.
وطرح العبدالله بعض الاستراتيجيات التي تعزيز هذا الأمن وتنبع مما تواجهه المنطقة العربية من تحديات وثورات وجماعات متطرفة وتيار فكري متشدد وثقافة العنف التي بدأت تسود وتؤثر على العديد من الناس والتي لا يقع الخليج بمعزل عنها.
ورأى أن الامن لا يشمل الاجراءات «البوليسية او القمعية فقط بل إن الامن الحقيقي ينبع من المعرفة الدقيقة والعميقة للمصادر التي تهدد قدرات ومصادر الدول» مبينا أن الأمن الثقافي هو الخط الدفاعي الأول للدول وحضاراتها.