محمود عيسى
قالت صحيفة «غلف بيزنس» إنه إلى جانب الاهتمام المشترك بتطوير العلاقات مع الصين والهند، وكذلك تحسين العلاقات التقليدية مع الغرب، فقد ارتقت دول الخليج بعلاقاتها مع الاتحاد الروسي إلى مستويات قياسية جديدة، مؤكدة الأهمية الاستراتيجية التي تم استثمارها فيها، وهذا يعكس فهم طبيعة الاتجاهات الدولية ويمنح دول الخليج قدرا كبيرا من المرونة عندما يتعلق الأمر بتحالفاتها مع دول العالم والكتل الدولية.
وأضافت الصحيفة: «التعاون مع روسيا يعتبر ذا طبيعة مميزة، حيث تشترك دول الخليج وروسيا في العديد من القواسم المشتركة، والتي يمكن أن تتحول إلى روابط استراتيجية تخدم مصالح الجانبين، ناهيك عن أن روسيا تعد أكبر دولة في العالم من حيث المساحة وتتمتع بفرص استثمارية هائلة».
وأشارت إلى أن التعاون بين دول مجلس التعاون وروسيا في مجال الطاقة، خاصة وأن المعسكرين يعتبران أكبر منتجين للنفط، سيدفع الجانبان للعمل لحماية مصالحهما المشتركة، وقد انعكس هذا على أسعار النفط بعد التنسيق السعودي الروسي بدعم من الإمارات والكويت، ما أدى الى ارتفاع أسعار النفط إلى معدلات مقبولة بفضل هذا التنسيق، والذي يمكن أن يفيد كلا الاقتصادين.
وبالإضافة إلى ذلك، ستستفيد دول الخليج من تجربة روسيا في مجال الطاقة النووية والتنقيب عن النفط والغاز، مع الإشارة الى تصريح وزير الصناعة والتجارة الروسي دينيس مانتزروف بأن الشركات الروسية الثلاث روزنفت وغازبروم ولوك أويل تجري محادثات مع البحرين حول مجموعة من المشاريع التي تغطي قطاع النفط والغاز.
وأشارت الصحيفة الى أن التحالف بين دول الخليج وروسيا يمتد أيضا إلى علوم الفضاء، حيث تولي هذه الدول اهتماما خاصا بهذا الشان، كما ينطوي التعاون بين دول الخليج وروسيا على جانب عسكري في ضوء خطط لدى الإمارات والسعودية لتوطين صناعاتهما الدفاعية، قد تستفيد من التقنيات العسكرية الروسية المتقدمة.
وقد بدأ التعاون في هذا المجال بالفعل كما ذكر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، حيث تنفذ الشركات الروسية والعربية أكثر من 400 مشروع بقيمة 40 مليار دولار، منها 25 مشروعا بتمويل من البنوك الروسية.
وتمتلك دول مجلس التعاون الخليجي بنية تحتية متطورة بالإضافة الى أساسيات أعمال متقدمة بينما تمتلك روسيا سلعا صناعية وزراعية بالإضافة الى كونها أكبر منتج للقمح في العالم، وبالتالي فانه يمكن تخزين المنتجات الروسية في دول الخليج.
وانتهت الصحيفة إلى القول بأن البحرين وقعت بالفعل اتفاقية مع روسيا لتخزين القمح الروسي وربما تشمل منتجات زراعية وصناعية أخرى في المستقبل. وهناك أيضا جوانب مهمة للتعاون السياسي والعسكري والاستراتيجي، لاسيما أن المصالح السياسية، على سبيل المثال، شابها بعض التشابك في السنوات الأخيرة.